تمكن كفيف من الإبصار ثانية بفضل رقاقة (لونتي) زرعت في عينه ترسل أشعة من الصور بطريقة “بريل” الخاصة بالمكفوفين مباشرة إلى مخه.
وتعتمد هذه التقنية على التقاط إشارات لاسلكية بواسطة جهاز استقبال مزروع في بياض عين الرجل وتُنقل الإشارات إلى مجموعة من الأقطاب الكهربائية (إلكترودات) ملتصقة بسطح شبكيته.
وتعتبر الدراسة الأولى من نوعها التي ترسل طريقة “بريل” مباشرة إلى شبكية المريض، ويمكن أن تقدم بريق أمل للناس الذين يعانون من حالات مرضية مثل ما يعرف بالتهاب الشبكية الصباغي، حيث خلايا الإحساس بالضوء في الشبكية تسبب عمى جزئيا أو كليا.
وهذه الدراسة تقوم على تقنية مرخصة بالفعل في المملكة المتحدة (بريطانيا) تستخدم كاميرا مركبة على نظارة لإرسال أنماط ضوء أساسية إلى غرسة عين، مما يمكن المرضى من رؤية ملامح غير منتظمة للأشياء مثل المداخل وما شابه.
وبدلا من استخدام كاميرا قام الباحثون ببث أنماط “بريل” مباشرة إلى الغرسة من أجل دقة أكبر، وقللوا بذلك مجموعة الإلكترودات البالغ عددها ستين إلى ست فقط.
وسجل الباحثون أن المريض تمكن من رؤية حروف “بريل” بطريقة صحيحة بسبب الإشارات الكهربائية بنسبة 89 في المائة من الوقت، وأغلبية الأخطاء حدثت عندما أخطأ في قراءة نقطة واحدة فقط.
وقد فسر توماس لوريتسين، الذي قاد البحث، الأمر بأنهم تجاوزوا الكاميرا التي هي المدخل المعتاد للغرسة وقاموا مباشرة بتحفيز الشبكية.
وأضاف “وبدلا من الإحساس بطريقة “بريل” على أطراف الأصابع أصبح بإمكان المريض رؤية الأنماط التي عرضناها ومن ثم قراءة حروف فردية في أقل من ثانية بنسبة دقة بلغت 89 في المائة”.
ومن جانبهم قال مطورو التقنية من شركة “سكند سايت ميديكال برودكتس” الأمريكية إن غرسة الكاميرا الحالية، المعروفة باسم أرغوس2، يمكن تعديلها بسهولة لتشمل برنامج التعرف على الحروف والذي يسمح للمستخدمين برؤية نص بطريقة “بريل”.
يُشار إلى أن غرسات العين الحالية يمكن أن تسمح للمرضى بالتعرف على نص عادي، لكن بأحرف كبيرة فقط، من مسافات قريبة جدا، ويستغرق الأمر عشرات الثواني لتفسير كل حرف، وهو ما يعني أن الكلمات يمكن أن تأخذ دقائق لكي تُقرأ.