خلال هذا الحوار، الذي أجراه وزير الخارجية سعد الدين العثماني مع مجلة “جون أفريك”، تحدّث هذا الأخير عن قضية الصحراء والأزمة المالية والقضية السورية، بالإضافة إلى حديثه عن عدم تدخل أي من مستشاري الملك محمد السادس في عمله.
قام المبعوث الأممي كريستوفر روس مؤخرا بزيارة مطولة للصحراء المغربية خلال الفترة ما بين 27 أكتوبر و15 نونبر، ما تقييمك لهذه الزيارة؟
يجب أولا أن نسجل باقتناع اعتراف روس بأن التقرير الذي تمّ تقديمه إلى مجلس الأمن فصل الربيع الماضي قد تضمّن بعض التجاوزات وبعض الأخطاء، كما أن هناك رغبة في تصحيح هذه التجاوزات وتبني طريقة جديدة للحوار.
أي دور يمكن للديبلوماسية المغربية لعبه في الأزمة المالية؟
يتوفر المغرب على علاقات تاريخية وثقافية مع دولة مالي، ونحن على اتصال دائم مع جميع الفاعلين الجهويين والدوليين، خصوصا أننا متقاربان في رؤيتنا لهذه الأزمة أنا ولورون فابيوس، بحيث أننا ندعم وساطة وزير الخارجية البوركينابي جبريل باسولي. ليس من المعقول أن نقول إنه يمكننا حل الصراع بسرعة، فلا أحد يمكنه حل هذه الأزمة سوى الماليين أنفسهم.
وأي دور تلعبه الديبلوماسية المغربية في القضية السورية؟
نحن نلتزم بوضع حد للعنف والتأسيس لتحول ديبلوماسي بسوريا. يجب أن تتوقف معاناة الشعب السوري، وهذه كلها قضايا ستكون في قلب اجتماع أصدقاء سوريا الذي سيتم تنظيمه بمدينة مراكش في الثاني عشر من شهر دجنبر القادم، حيث نريد، بهذه المناسبة، الحصول على اعتراف صريح وعلى أوسع مستوى بالتحالف الوطني السوري.
يبدو أن العلاقات المغربية الجزائرية لم تعرف أي تحسن، لماذا تم تأجيل قمة اتحاد المغرب العربي؟
إن بناء اتحاد المغرب العربي اختيار استراتيجي يكرسه الدستور، سوف نواصل جهودنا رغم أننا لم نتفق بعد على التاريخ، لكننا نرغب في أن يتم تنظيم هذه القمة.
خلال الزيارة الملكية الأخيرة للخليج، بدا مستشارو الملك في الواجهة على حساب الوزراء الحكوميين، فمن يسيّر الديبلوماسية المغربية؟
يجب الاحتراس من التحاليل المتسرعة، أنا من يسيّر الديبلوماسية المغربية تحت السلطة المباشرة لرئيس الحكومة وصاحب الجلالة الملك محمد السادس. منذ سنة، لم يتدخل أي مستشار من مستشاري الملك في عملي. يجب أن أشير إلى أن وزير المالية هومن أعدّ لهذه الزيارة، لكن وزير الخارجية والتعاون هو من قاد المحاورات السياسية الثنائية وكذلك المفاوضات مع مجلس التعاون الخليجي.
كما تجدر الإشارة إلى أنه يحدث أن أستشير وزير الخارجية الأسبق الطيب الفاسي الفهري نظرا لتجربته الكبيرة ودرايته بالعديد من الملفات، وهذا أمر عادي. ولو كان لدي الوقت الكافي لاستشرته أكثر.
ترجمة نبيل حيدر-بتصرف-