بقلم: سراج الدين موسى، رئيس جمعية أولاد المدينة
إن الفشل على المستوى السياسي و المعماري والاجتماعي الإنساني التي تعرفه مدينة الدار البيضاء، وما تتعرض له معالمها من محو وتشويه ومخططات سرية تطيح بالبشر والحجر والبحر والمناطق الخضراء وتحكم مافيا العقار والإشهار في سياسة المدينة وافتقاد حس المسؤولية، أدى إلى فشل كل المخططات التنموية التي اعتمدت للمدينة وجعلها خارج كل التوازنات المجالية وخارج سلطة القرار الحقيقي، وذلك لأنها أسيرة مافيا العقار وأصحاب المصالح والمشاريع التي همها الوحيد هو الربح ولو على حساب المواطن وذاكرة ورموز المغرب، وسيرهن مستقبل ساكنتها، حيث أن هذا الأسلوب المعتمد سيجعل من سيتحمل المسؤولية مستقبلا مفروض عليه أن يواكب هذا النهج في تدبير وتسيير دواليب مدينة الدار البيضاء, المبني على الاختلال وسوء التدبير والتقدير.
الكل أصبح يعرف أن هناك مناطق الظل تتحكم في واقع المدينة القديمة، والدار البيضاء ككل، حيث تظهر معالمها في الأشغال الكبرى التي تعرفها. لهذا، أجد نفسي، من خلال هذا المدخل أننا أمام مشروع من أجل إعدام ساحة محمد الخامس يخبئ وراءه العديد من الدسائس التي تحاك ضد الدار البيضاء والبيضاويين.
المفارقة التاريخية ما بين المرحلتين، الطابع الإسلامي في تصميمات الساحة، ومشروع المهندس الحالي رشيد الأندلسي بمعية المهندس الفرنسي (Christian de Portzamparc)
الذي فاز بمباراة المسرحية الكبرى؟والتي جرت سنة 2009 وشارك فيها أكبر المهندسين الكبار والحائزين على جائزة نوبل للهندسة المعمارية؟ لم يلتفت للتاريخ وللذاكرة رغم أنه رئيس جمعية (كازا ميموار)التي تهتم بحماية و صيانة المباني التاريخية و تنظيم أيام للتراث سنويا، يكون هو الأول و الداعي إلى محو الأماكن التراثية، و لكن هذا ليس غريبا على خبير يعتبر المارشال ليوطي هو باني المغرب الحديث
هذا المهندس “المحظوظ” الذي عرف دائما بإشرافه على المشاريع الكبرى، وكأن الدار البيضاء لا يوجد بها مهندسين، وفي هذا السياق، لماذا هذا التفضيل، وهذه الحظوة التي يحظى بها كلما تعلق الأمر بالمعمار والهندسة بالدار البيضاء، هل لقربه من مراكز القرار، ومافيا العقار.
هذا المهندس الذي أعلن في تصمميه عن موت الساحة الإدارية والنافورة، وتعويضهما بمقاهي ومطاعم وحوض مائي اصطناعي وبناء نافورة أخرى أمام المحكمة ومحو الطابع المعماري الإسلامي للساحة. هل بهذه الطريقة يقدم لنا خبرته كخبير في مجال الهندسة ومحو ذاكرة الشعب المغربي.
إن الدار البيضاء نعيشها اليوم، ونحن نشعر أنها بدون بوصلة , وذلك نتيجة المخططات المتحكم فيها مركزيا للاستحواذ على ممتلكاتها