نشرت الناشطة اللبنانية “رويدا مروه” على حائط حسابها على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، شرحا مفصل عن موقفها من العفو الملكي الصادر في حق الإسباني “دانييل” الذي حوكم بتهمة اغتصاب 11 طفلا مغربيا، وكتبت “رويدا” أنها لم تتأخر في التعليق على قضية العفو الملكي، بعد توصلها بعدة رسائل تطالبها بتسجيل موقف واضح من العفو الملكي بصفتها ناشطة حقوقية، وكتبت “رويدا”: “…لا تقلقوا لدي جرأة كبيرة جدا لنقد النظام المغربي عندما يخطئ !!! لكن تريثت قبل كتابة هذه الأسطر لمعرفة الجوانب القانونية للأمر.”
وهكذا عبرت الناشطة اللبنانية، التي كانت ضمن الـ 1300 مدعو لإفطار عيد العرش بالقصر الملكي بمدينة الدار البيضاء، مساء الثلاثاء 30 يوليوز الجاري، وفيما يلي تفاصيل الموقف الذي سجلته الناشطة “رويدا مروه”:
“حسنا ومن قال أنني لم اكن سأعلق على قضية العفو الملكي لمغتصب الاطفال المغاربة الاسباني مؤخرا؟! ولكن لا زلت أنتظر التأكد من كل تفاصيل ما حصل ومع ذلك لي ملاحظات سريعة أولية لن تشكل رأيي النهائي حول الأمر :
أولا: لن أعلق شخصيا على ما حصل لأنني مهتمة بالسياسة في المغرب ككل منذ سنوات أو لأنه صادفت زيارتي للمغرب في هذه الأيام أو لأنني حضرت احتفالات عيد العرش هذا العام، بل سأعلق لأن القضية إنسانية أولا وأخيرا وليست المرة الأولى التي أعلق فيها أو أكتب عن انتهاكات حقوق الانسان في دول عربية غير لبنان وفعلتها بشكل متكرر أبرزها مثلا في اليمن بخصوص فك الارتباط بين الشمال والجنوب وفي تونس في قضية مريم التونسية التي اغتصبها رجال الامن وفي مصر حول ظاهرة التحرش الجنسي في ميدان التحرير .
ثانيا: منذ الاعلان عن الوقفة الاحتجاجية في الرباط مساء الجمعة، وأنا اقرأ لدى المغاربة تساؤلات عن طبيعة الشعارات والهتافات التي سيتم رفعها في الوقفة اليوم ولأي درجة سيدخل فيها تصفية “البعض” حساباتهم مع اي طرف كان سواء الملك او وزير العدل او الجمعيات التي تهتم بالأطفال او حتى الاحزاب السياسية… واش انتوا نازلين ضد قرار العفو ولا ضد العفو الملكي اصلا كحق للملك ولا ضد الملكية اصلا؟! الفرق كبير فلا تورطوا الناس !
ثالثا: كناشطين وصحافيين وقبل التعليق على اي قضية حقوقية كهذه يجب معرفة الآليات التي يعتمدها القصر في اصدار عفو باسم الملك في هذه الحالات ومن هم الاشخاص او الجهات الرسمية التي تقترح الاسماء وتدرس الموافقة عليها عادة لنعرف ضد من نتظاهر ونحتج وكيفية متابعة ما حصل ليأخذ اهالي الاطفال حقهم ويرتاح الشعب بعد هذا الغصب الشعبي!؟
رابعا: في كل دول العالم المتقدمة ديمقراطيا والمتخلفة ايضا يحق للرؤساء والملوك اصدار عفو فلا يقوم احد بتحريف ما حصل وتحويل الانظار نحو المطالبة بإلغاء احقية اصدار عفو ملكي !
خامسا: التريث لمعرفة الموقف الرسمي للقصر من ما حصل لنحكم على الجهة التي تتحمل المسؤولية وان كان سيتم اصلاح ما حصل بطريقة ما ترضي الضمائر وتحترم معايير الانسانية !
سادسا: لن أسجل موقفا من الذي حصل قبل اكتمال الصورة نهائيا وتذكروا أو ثورات الفيسبوك وتويتر لا حل قضية لا تكفي ولا ترجع الحق لأصحابه وان التظاهر والاحتجاج يجب ان تكون شعاراته محددة قبل دعوة الناس للمشاركة من قبل المنظمين… لا تورطوا الناس في شعارات تحرف القضية عن مسارها لدينا حق لأطفال من مغتصبهم الاسباني ! لا تجروا احدا ولا تثيروا الراي العام بأحكام متسرعة وشعارات خطيرة !
سابعا: ليس مهما ان كان ملك اسبانيا او اي طرف اخر اسباني طالب بالعفو لذلك السفاح المغتصب الاهم عندنا هو كرامة المغاربة واطفالهم وعلاقة الثقة بين الملك والشعب وبين الشعب والمؤسسات القضائية المفروض انها ضامنة للعدالة الاجتماعية.
ثامنا: الاطفال الضحايا هم الأساس وهم بوصلة أي تحرك وإدانة في هذا الإطار أولا وأخيرا، والله يصبر ويكون بعون الأطفال الضحايا وأسرهم.