طوكيو – أكد دبلوماسيون يابانيون، السبت 3 شتنبر الجاري، أن المغرب واليابان، البلدان اللذان تربطهما علاقات متميزة، ما فتئا يعبران عن إرادة مشتركة للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات أعلى.
وقال السفير السابق، تاكاشي شينوزوكا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “العلاقات بين البلدين تعود إلى سنوات عديدة”، مبرزا علاقة الاحترام والتقدير التي تجمع بين العائلة الملكية الشريفة والعائلة الإمبراطورية اليابانية.
وأشار الدبلوماسي إلى أن العلاقات بين حكومتي البلدين “تواصل تطورها في الاتجاه الصحيح”، معتبرا أن البلاغين الصادرين أمس الجمعة عقب المباحثات بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، ونظيره الياباني، السيد يوشيماسا هاياشي، يجسدان هذه الإرادة المشتركة بين البلدين للمضي قدما نحو تعزيز علاقاتهما الاستراتيجية.
وأكد السيد شينوزوكا أن البلدين ينطلقان من قاعدة صلبة في سعيهما لتوطيد هذه العلاقات، مشيرا إلى أن المغرب يفرض نفسه كشريك رئيسي لليابان.
وأشار إلى أن المملكة تتوفر على بنيات تحتية ممتازة ويد عاملة ذات كفاءة عالية واستقرار سياسي، وهي عوامل تعزز موقع المغرب كوجهة مميزة للاستثمارات.
وذكّر، في هذا الصدد، بالاتفاقيات المبرمة بين البلدين لاسيما اتفاقية حماية الاستثمارات، مضيفا أنه إلى جانب العلاقات السياسية والدبلوماسية الممتازة، فإن هذه الاتفاقيات توفر الإطار السليم لضمان مستقبل واعد للشراكة المغربية – اليابانية.
وقال الدبلوماسي إن المستثمرين اليابانيين على دراية تامة بهذا الواقع، مشيرا إلى أن القطاعين الخاصين المغربي والياباني مدعوان إلى مزيد من التعاون بغية تحقيق الأهداف المحددة.
من جهة أخرى، قال السيد شينوزوكا إن المغرب واليابان “لديهما الكثير من الأهداف المشتركة التي يجب تحقيقها معا” في القارة الإفريقية، لاسيما في ما يتعلق بالمنجزات الاقتصادية التي حققتها المملكة في إفريقيا.
وأشار الدبلوماسي الياباني إلى أن المغرب يتوفر على شبكة مهمة من المقاولات العاملة في القارة، مضيفا أن البلدين في وضع جيد لإرساء شراكة رابح – رابح في إفريقيا، على أساس مبادئ التعاون جنوب – جنوب بدعم من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي ما يتعلق بالوحدة الترابية للمملكة، أكد الدبلوماسي الياباني أن بلاده اتخذت على الدوام “موقفا واضحا” و”لا لبس فيه” في هذا الموضوع، مضيفا أن اليابان لا تعترف بالصحراء كدولة.
من جانبها، أشادت السيدة هاروكو هيروس، السفيرة السابقة ورئيسة جمعية الصداقة المغربية – اليابانية، بالمحادثات التي جرت أمس الجمعة بين السيدين بوريطة وهاياشي، مشيرة إلى أن العلاقات بين المغرب واليابان تستمد قوتها من التقدير الكبير بين العائلة الملكية الشريفة والعائلة الإمبراطورية اليابانية.
ورحبت السيدة هيروس بالتركيز، خلال هذه المحادثات، على ضرورة إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية، مشيرة في هذا السياق، إلى أن البلدين يتوفران على إمكانات هائلة للارتقاء بتعاونهما الاقتصادي إلى مستويات أعلى.
وأضافت “بصفتي سفيرة سابقة لليابان في المغرب، لا يسعني إلا أن أؤكد أن البلدين لديهما دور مهم ينبغي أن يضطلعا به في إفريقيا، لاسيما في مجال تنمية القارة في إطار تيكاد”.
وأعربت، في هذا السياق، عن أسفها لغياب المغرب عن قمة “تيكاد-8” الأخيرة المنعقدة في تونس، مؤكدة أن المغرب “فاعل رئيسي” في القارة الإفريقية.
وقالت إن وزير الخارجية الياباني أعرب عن أسفه لهذا الغياب مع التأكيد على موقف اليابان الذي لا يعترف بالكيان الوهمي، مشيرة إلى أن السيد هاياشي أكد أيضا أن الكيان الشبحي “تلقى دعوة من تونس ضدا على إرادة اليابان”.
وأضافت أن المغرب واليابان طورا عدة مشاريع ذات أهمية كبيرة في إفريقيا في إطار التعاون ثلاثي الأطراف (المغرب – اليابان – إفريقيا)، منوهة في الوقت نفسه بإرادة البلدين لتعزيز تعاونهما في عدد من الملفات الأخرى التي تهم المجتمع الدولي ككل.