صحيح أن إتيان شعائر أمة محمد صلى الله وملائكته عليه، ومنها الصيام، لا يفرض بالقانون. والأصل ألا يردع عدم أدائها بالقانون.
الشعائر تحديدا، شأن بين العبد وخالقه. الله وحده من يجزي على الأداء أو عدم الأداء.
ما وجب استيعابه وفهمه، هو أن للمجتمع (أي مجتمع) سلطته، وهذه السلطة تتكون من مزيج تاريخي بين التقاليد والأعراف والموروث من الفتاوى في الدين، ومن مستوى انتشار ثقافة وفكر ومعرفة معينة.
لذلك، الذي يرفض في الوقت الحاضر عملية الإفطار العلني في نهارات رمضان في مغربنا، هو المجتمع. وطبيعي جدا أن يطفو على السطح نوع من التجاذب بين بعض أصحاب الرأي في الدين، وفريق آخر من أصحاب الرأي في الحداثة والحريات الفردية.
كل فريق يرى نفسه ممثلا لقيم المجتمع وناطقا بإسمه، وهذا في تقديري أمر لا يستقيم، لأن المجتمع أكبر من الفريقين معا.
خلاصة القول، المجتمع إلى حدود الساعة واليوم والشهر والسنة، يرفض الإفطار العلني في نهارات رمضان. لذلك، يمكن فهم تدخلات الدولة من حين لآخر في هذا الباب، على أنه تجاوب مع سلطة المجتمع، وليس ضدا على الحريات الفردية أو تماهيا مع بعض أصحاب الرأي في الدين.