أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، اليوم السبت 19 مارسالجاري، عن استدعاء سفير البلاد في مدريد “فورا” للتشاور.
وجاء في بيان للخارجية “تفاجأت السلطات الجزائرية بشدة من التصريحات الأخيرة للسلطات الإسبانية”، مضيفا أن “الجزائر تستغرب الانقلاب المفاجئ لإسبانيا في ملف القضية الصحراوية”.
وكانت الحكومة الإسبانية أعلنت عن تغيير في موقفها المتعلق بقضية الصحراء من خلال دعمها لموقف الرباط علنا وللمرة الأولى. وتوصل الملك محمد السادس برسالة من رئيس الحكومة الإسبانية أنه “يعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب”. وفي هذا الصدد، “تعتبر إسبانيا مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.
كما أشار إلى “الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف”.
وأبرز رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته إلى جلالة الملك، أن ” البلدين تجمعهما، بشكل وثيق، أواصر المحبة، والتاريخ، والجغرافيا، والمصالح، والصداقة المشتركة”. وأعرب السيد سانشيز عن ” يقينه بأن الشعبين يجمعهما نفس المصير أيضا”، وأن “ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح”.
وأكد رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته الى جلالة الملك على أن “هدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب، وفي مستوى أهمية جميع ما نتقاسمه”.
وفي هذا السياق، فإن “اسبانيا ستعمل بكل الشفافية المطلقة الواجبة مع صديق كبير وحليف”. وأضاف فخامة السيد بيدرو سانشيز “أود أن أؤكد لكم أن إسبانيا ستحترم على الدوام التزاماتها وكلمتها”.
من جهة أخرى، جدد رئيس الحكومة الإسبانية، في رسالته الى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التأكيد على ” عزمه العمل جميعا من أجل التصدي للتحديات المشتركة، ولاسيما التعاون من أجل تدبير تدفقات المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، والعمل على الدوام في إطار روح من التعاون الكامل”.
وخلص رئيس الحكومة الإسبانية فخامة السيد بيدرو سانشيز، في رسالته إلى جلالة الملك، إلى “أنه سيتم اتخاذ هذه الخطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين”.
من جانبه قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس خلال مؤتمر صحفي في برشلونة: “تعتبر إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي المُقدمة في 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع” بين الرباط وجبهة “البوليساريو”.
الواضح أن نظام العسكر الجزائري تلقى ضربة موجعة جدا، عقب التحول الجذري للموقف الإسباني تجاه النزاع المفتعل بالصحراء المغربية.