أكد أستاذ العلوم السياسية، السيد عيسى بابانا العلوي، اليوم السبت، بمراكش، أن المغرب نجح، بفضل دبلوماسيته العقلانية، والسلمية، والواقعية والناجعة، والبراغماتية، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في فرض حل سياسي لقضية الصحراء المغربية.
وأبرز السيد بابانا العلوي، الذي نشط محاضرة حول موضوع “التطورات الدبلوماسية لقضية الصحراء المغربية”، في هذا الاتجاه، أهمية المعارك الدبلوماسية، التي يخوضها المغرب، في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتأكيد مغربية أقاليمه الجنوبية، وإيجاد حل سياسي لهذا النزاع المفتعل.
ولاحظ، في هذا الإطار، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قاد، على مدى سنوات طويلة، معارك دبلوماسية كبرى، قصد تسوية هذا النزاع المفتعل من قبل أعداء الوحدة الترابية للمملكة.
كما توقف هذا الخبير عند سياسة المغرب الافريقية، التي دعا إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهي سياسة متبصرة كانت قد انطلقت سنة 2000 بجولة كبيرة قادت جلالة الملك إلى العديد من البلدان الإفريقية، مشيدا بجني المغرب، بعد عقدين، ثمار دبلوماسيته الافريقية، بما أن أغلبية البلدان التي فتحت قنصليات واعترفت بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، هي بلدان إفريقية.
وسلط الأستاذ بابانا العلوي الضوء على الرهانات الإقليمية والدولية لقضية الصحراء المغربية، مبرزا أن الجهود الدبلوماسية للمملكة تنبع من بعض المبادئ الثابتة، ومن بينها حسن الجوار، واحترام الحقوق والشرعية الدوليين، وتسوية النزاعات الثنائية والإقليمية بالطرق السلمية.
وأشار، في هذا السياق، إلى أن المغرب كسب معركة استكمال وحدته الترابية، بفضل دبلوماسيته، والخيار السياسي والسلمي، وليس العسكري.
وأوضح أنه وكما جدد جلالة الملك التأكيد على ذلك في مختلف الخطب التي وجهها جلالته إلى الأمة، فإن مغربية الصحراء غير قابلة للتفاوض، وخاصة بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، والذي يمثل تطورا حاسما في تاريخ تسوية هذا النزاع المفتعل، الذي طال أمده.
وحرص هذا الخبير على التذكير بأن “الصحراء قضية وجود وليست قضية حدود”، في إشارة إلى العديد من خطب جلالة الملك.
من جهته، تطرق الأستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش، السيد عبد الرحمان بلكرش، إلى الرهانات الإقليمية والدولية لقضية الصحراء المغربية، مبرزا أن استراتيجية استكمال الوحدة الترابية للمغرب ترتكز على سياسة للمثابرة، وفي الوقت نفسه، للحزم، والتي مكنت من تجنب المواجهة العسكرية.
وذكر السيد بلكرش بأن هذه السياسة أدت، في نهاية المطاف، إلى تحقيق انتصارات دبلوماسية مدوية، مكنت من سحب عدد كبير من البلدان لاعترافها بالجمهورية الوهمية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المحاضرة، التي نظمتها مجموعة البحث حول الأمن والاستراتيجية الشاملة، وماستر الجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية، خصصت لاستعراض، بالتفصيل، التطور الذي شهدته الدبلوماسية المغربية، من حيث مستوياتها وأشكالها وأبعادها.