مجلة إسبانية: المغرب في طريق ليصبح ‘وادي سيليكون فالي’ المستقبل
عماد أوحقي/ و م ع/
يختار العديد من الشخصيات المعروفة من خارج المجال السياسي خوض غمار الترشح في الاستحقاقات الانتخابية التي ستشهدها المملكة في ثامن شتنبر الجاري، ليرسموا بذلك تجربة ” مشاهير ” اختاروا دخول غمار الممارسة السياسية، تحت راية أحزاب مختلفة تتوزع ما بين اليسار واليمين والوسط، على غرار ولايات سابقة.
وتشهد هاته الاستحقاقات الانتخابية، كما العديد من المحطات الانتخابية السابقة، مشاركة “نجوم” منهم فنانين انتقلوا من شاشات التلفاز والسينما وركح المسارح وواجهات الإعلانات إلى الساحة السياسية، إضافة إلى شخصيات معروفة من عالم الرياضة والاقتصاد والطب وغيرها.
ولعل أهم الأسماء التي تلألأ نجمها مع انطلاق الحملة الانتخابية بالمملكة، نجمة الشاشة المغربية فاطمة خير، التي قررت خوض هذه التجربة السياسية للظفر بمقعد داخل قبة البرلمان من أجل المساهمة في صناعة القرار السياسي.
من جهته، أعلن البطل العالمي في رياضة الكيك بوكسنغ و”الفول كونطاكت”، مصطفى الخصم، عقد الرهان هذه المرة على فوز غير ذاك الفوز الذي ألفه، يتعلق الأمر بانتخابات الثامن من شتنبر.
وبين من يعلن التحاقه بحزب معين ومن يحصل على تزكية أحزاب أخرى لخوض استحقاقات 2021، تبرز فئة أخرى من المشاهير تكتفي بتشجيع الأفضل في نظرها، كما فعل الأخوين الوالي لصالح أحد وكلاء الجهة بعمالة الصخيرات.
وفي تحليله لاختيارات الأحزاب ترشيح “النجوم” للانتخابات واختيار هؤلاء النجوم أنفسهم لخوض هذه التجربة السياسية، قال العباس الوردي، المحلل السياسي وأستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الأمر يتعلق بنخب تلج المعترك السياسي، كغيرها من النخب، وتمثل طيفا من الأطياف السياسية التي تشكل الخارطة السياسية المغربية.
وأوضح الوردي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اختيار النجوم من قبل الأحزاب لتمثيلها في الانتخابات “خطوة محمودة” تعبر في جانب منها عن حسن اختيارها لأشخاص مرموقين لهم صيت ومكانة في المجالات التي ينتمون إليها، خاصة عندما يتعلق الأمر بفنانين مخضرمين واقتصاديين كبار وأساتذة أجلاء أو شخصيات ثقافية وأطباء ومهندسين وغيرهم.
وأبرز المتحدث أن ولوج هذه الشخصيات للسياسة، وخاصة من المجال الفني بالنظر لتكرار التجربة على امتداد المحطات الانتخابية خلال السنوات الأخيرة، يمكنها من الدفاع عن القضايا الفنية ونقل تطلعات وانشغالات الفنانين والعاملين بالقطاع من قبة البرلمان أو مراكز القرار السياسي.
وأضاف أن لهذا القرار صبغة أساسية ظاهرة تهدف إلى الظفر بأصوات الناخبين والمتعاطفين ومحبي هذه الشخصيات كل في مجاله، ولا سيما أولئك المتواجدين بكثرة على شاشات التلفزيون والسينما ووسائل الإعلام والواجهات الإشهارية.
وأشار إلى أن الأدوار التي يتولاها هؤلاء النجوم وتواصلها الدائم مع فئات عريضة من المجتمع تمكنهم، في السياق السياسي، من “استمالة” الناخبين.
كما اعتبر المحلل السياسي أن الفنان مطالب بأن يتفاعل مع محيطه الداخلي والخارجي، وبالتالي فالساحة السياسية تعتبر مجالا ملائما للعب هذه الأدوار.
ولفت أيضا إلى أن ترشيح النجوم، في سياق التطور التكنولوجي وطفرة وسائل الإعلام والتواصل، وسيلة تلجأ إليها بعض الأحزاب للتخفيف من وطأة العزوف السياسي ورفع منسوب المشاركة السياسية في العملية الانتخابية.
وسبق للعديد من الشخصيات المعروفة بمجالي الفن والرياضة، على الخصوص، من خوض تجربة الانتخابات في المغرب، بل والوصول إلى قبة البرلمان وتقلد مهام حكومية في تجارب حكومية سابقة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر سبق للفنانة المغربية، فاطمة تابعمرانت، أن فازت بمقعد في البرلمان كوكيلة لقائمة النساء عن حزب التجمع الوطني للأحرار، كما سبق للكاتبة والناقدة رشيدة بنمسعود أن انتخبت في البرلمان باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
كما ولج الفنان ياسين أحجام الغرفة التشريعية الأولى عبر قائمة الشباب لحزب العدالة والتنمية، فيما تولت الفنانة الراحلة ثريا جبران منصب وزيرة الثقافة تحت لواء حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
ولا تقتصر هذه الظاهرة على المغرب، بل تشهد العديد من الدول العربية والغربية دخول بعض النجوم إلى الانتخابات، لعل أبرزها الانتخابات الأمريكية التي عرفت ترشح الكثير من نجوم هوليود أو كرة السلة الأمريكية في السابق.
وتشكل الانتخابات المقبلة محطة هامة في المسار الديمقراطي للمملكة، لذلك هناك حاجة ماسة لكسب رهانها، لاسيما من خلال التدبير الجيد والتنظيم المحكم لتأمين إجرائها في أحسن الظروف، مع الحرص على تطبيق الأحكام الواردة في مختلف النصوص القانونية المنظمة لهذه العمليات الانتخابية، بما يضمن نزاهتها ومصداقيتها.
يذكر بأنه حسب اللوائح الانتخابية المحصورة في 30 يوليوز 2021، فقد بلغ عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية 17 مليونا و983 ألفا و490.
وتشير الإحصاءات الرسمية، التي تم نشرها في موقع وزارة الداخلية المتعلق باللوائح الانتخابية العامة (listeselectorales.ma) إلى أن توزيع المسجلين في اللوائح حسب الصنف يتمثل في 46 في المائة من النساء، و 54 في المائة من الرجال. أما بخصوص التوزيع حسب الوسط فهناك 46 في المائة من الناخبين بالوسط القروي مقابل 54 في المائة في الوسط الحضري.