أصدر مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد تقرير الأنشطة لعام 2020 الذي يستعرض حصيلة عمل المركز خلال سنة وسمت بالجائحة والرقمنة.
وذكر بلاغ للمركز أن عام 2020 الذي اتسم بجائحة كوفيد -19، شهد نشاطا مكثفا، حيث استطاع المركز التأقلم مع الوضع الجديد من خلال توجيه برامجه البحثية نحو الأبعاد المختلفة للأزمة الصحية، باعتبارها رهانا عالميا غير مسبوق.
ونقل البلاغ عن الرئيس التنفيذي للمركز، كريم العيناوي، قوله، إن المؤسسة، ووفاء منها برسالتها التي يلخصها شعارها “التفكير، التحفيز، التجسير”، “كان عليها باعتبارها منبثقة من المجتمع المغربي، ومشبعة بهويتها الأفريقية ومراعية لتوقعات الجنوب، أن تواكب هذه المحنة، وتتأقلم معها وأن تشارك كعنصر فاعل في النقاش الجاري بغية فهم وتحليل الحقائق والتفكير في الخيارات التي تتيحها السياسات العمومية”.
لذلك ،يضيف البلاغ، تم إيلاء اهتمام بشكل أولوي للجائحة، مع مواصلة إثراء التفكير في الاقتصاد والعلاقات الدولية الضروريين لتنمية المغرب وأفريقيا.
وشملت المواضيع التي تمت تغطيتها التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لكوفيد-19 والتغييرات في عالم الشغل، والأمن في منطقة الساحل والقرن الأفريقي، علاوة على الأمن الغذائي وإصلاح الحكامة العالمية.
وسجل مركز السياسات أن الوباء كان “عامل تغيير” مطلق في عام 2020، حيث أدى إلى شلل الاقتصاد العالمي، وصدمات صحية ونفطية غير مسبوقة، وتصاعد عدم الاستقرار الجيوسياسي، ومن ثم، قلب كل شيء رأسا على عقب.
ويرى المركز أن الأمل في التعافي ينطوي على نشر سياسات الدعم كعنصر رئيسي، مشيرا إلى أنه على الصعيد الدولي، أسفر فيروس كورونا عن وضع من عدم اليقين وتراجعات وطنية، على خلفية تراجع ملحوظ في العمل متعدد الأطراف.
وأفاد المركز بأنه واصل نموه وتوسيع عروضه وسمعته الطيبة، بفضل موظفيه الـ 68، و44 باحثا مشاركا من الشمال والجنوب، بالإضافة إلى فريق مكون من 30 باحثا دائمين في الرباط ومجموعة مؤلفة من 350 من الشباب المهنيين من جميع أنحاء الفضاء الأطلسي (خريجي برنامج “قادة حوارات الأطلسي الصاعدين”) والنشطاء في مركز الدراسات على مدار العام.
وأصدر مركز السياسات، الذي أشارت إليه الصحف (الوطنية والإقليمية والدولية) أزيد من 1200 مرة في عام 2020، 209 منشورات بحثية، بما في ذلك 17 تقريرا و187 رأيا، في شكل ملاحظات مدونة.
كما شارك في أكثر من 20 حدثا دوليا، من ريو إلى الرياض مرورا أبوجا وباماكو، بما في ذلك العديد من الفعاليات بالشراكة، بالإضافة إلى 35 لقاء وطنيا عبر المغرب.
وعلاوة على ذلك، نظم مركز السياسات 74 ندوة افتراضية عبر الإنترنت وقام برقمنة أهم مؤتمرين دوليين رفيعي المستوى من تنظيمه، وهما الحوارات الأطلسية ومؤتمر السلام والأمن الأفريقي (APSACO).
وفي عام 2020، خ صص هذان الموعدان السنويان، اللذان أصبح يطلق عليهما الآن اسم “محادثات الحوارات الأطلسية” (AD Talks) و”محادثات أبساكو” (Apsaco Talks)، لأزمة كوفيد-19.
من جهة أخرى، تواصل بشكل افتراضي الاجتماع نصف السنوي للحوارات الاستراتيجية، الذي ينظم بشراكة مع مركز المدرسة العليا للتجارة (HEC) للجغرافيا السياسية في باريس.
وأكد مركز السياسات أن الانتقال إلى تنظيم المؤتمرات على الإنترنت أدى إلى توسيع قاعدة متابعيه بشكل كبير، مشيرا إلى أن المنصات السمعية البصرية حققت أكثر من 275 ألف مشاهدة عبر الإنترنت (+ 175 بالمائة مقارنة بعام 2019)، بينما جذب موقع المركز 530 ألف زائر من 175 دولة في عام 2020، أي بزيادة قدرها 160 بالمائة مقارنة بعام 2019.
وبالإضافة إلى ذلك، أطلق مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد في عام 2020 برنامج “حديث الثلاثاء”، وهو برنامج سمعي بصري أسبوعي مخصص لمناقشة القضايا الراهنة.
كما اتسعت رقعة الشراكات، التي يبلغ عددها 47 شراكة، بفضل التحالف الذي تم تشكيله بين مركز السياسات ومختبر عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) وبرنامج تصميم السياسات القائم على الأدلة والبراهين (EPoD) التابع لمدرسة هارفرد كنيدي، بشراكة مع وكالة تحدي الألفية/حساب المغرب من أجل إطلاق مختبر التشغيل في المغرب، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز القدرات المغربية في مجال تقييم البيانات العلمية واستخدامها بغية مواكبة ودعم السياسات العمومية في مجال التشغيل.
وأكد المركز أنه يعمل بلا كلل لتقاسم المعرفة وتبادل الأفكار، باعتباره مركزا للتميز منفتحا على العالم ومرجعية أفريقية معترفا بها.
ويعرض مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، الذي أطلق في عام 2014 في الرباط مع أكثر من 40 خبيرا من كل من الجنوب والشمال، منظورا للجنوب بشأن الرهانات التي تواجه الدول النامية.
ويهدف المركز إلى تيسير صنع القرارات الاستراتيجية والسياسات العمومية التي تندرج ضمن برامجه الرئيسية: أفريقيا؛ والجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية؛ والاقتصاد والتنمية الاجتماعية؛ والفلاحة، والبيئة والأمن الغذائي؛ والمواد الأولية، والمالية.
(و م ع)