عمدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى رصد اعتمادات مالية بصفة استثنائية، وتسخير كافة مراكزها، ومواردها البشرية ووسائلها اللوجستيكية، لاتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات قصد التخفيف من الآثار الناجمة عن وباء كوفيد-19 على مستوى العمالات والأقاليم.
وبمناسبة تخليد الذكرى الـ15 لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله (18 ماي من كل سنة)، التي تتزامن مع التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية التي اعتمدتها السلطات المغربية للتصدي لجائحة كورونا، وتحت شعار ” جميعا متحدون ومعبؤون للتخفيف من أضرار جائحة كورونا ولمواصلة مسيرة تنمية الرأس المال البشري”، عمدت المبادرة في هذه الظروف الاستثنائية التي يمليها السياق الزمني الحالي، إلى اتخاد مجموعة من المبادرات.
وفي هذا الصدد، عمدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى رصد اعتمادات مالية بصفة استثنائية، وتسخير كافة مراكزها، ومواردها البشرية ووسائلها اللوجستيكية، لاتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات قصد التخفيف من الآثار الناجمة عن وباء كوفيد-19 على مستوى العمالات والأقاليم.
كما قامت بإعداد برنامج تلفزي، يتضمن حصص بيداغوجية لفائدة الاطفال في سن التعليم الأولي، يتم بثه عبر بعض القنوات التلفزية التابعة للقطب العمومي.
وخلال السنة المنصرمة، أطلقت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عددا من المبادرات، حيث أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، على تدشين أول منصة للشباب من الجيل الجديد “أركانة” للإنصات والتوجيه، وهي مبادرة تندرج في إطار البرنامج الثالث “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”.
وتعد هذه المنصة فضاء يساعد الشباب على تحقيق ذواتهم وطموحاتهم، عبر تزويدهم بوسائل متنوعة تمكنهم من تحفيز روح المبادرة والمقاولة لديهم، وتأهيل ولوج سوق الشغل مما يضمن لهم إدماجا سوسيو-اقتصاديا أفضل.
كما تم برسم نفس السنة، تنظيم المناظرة الوطنية الأولى للتنمية البشرية بالصخيرات تحت شعار”تنمية الطفولة المبكرة، إلتزام من أجل المستقبل”، حيث تم ادراج ورشات علمية وبيداغوجية تهم مختلف المحاور والجوانب المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة، وكذا إلقاء عروض من طرف ثلة من الأساتذة الباحثين والأكاديميين والخبراء المغاربة والأجانب من ذوي الاختصاص.
وقد حضر أشغال هذه المناظرة أزيد من 500 مشارك يمثلون المؤسسات والهيئات الوطنية والدولية والمجتمع المدني والجماعات الترابية والقطاع الخاص، كما تم على هامش هذه المناظرة، تنظيم مسابقة لأفكار مبدعة (هاكاثون Hackaton) في مواضيع تهم الطفولة المبكرة في كافة جهات المملكة، بمشاركة 600 متنافس.
وبالإضافة إلى ذلك، تم إحداث أكثر من 640 لجنة ترابية للتنمية البشرية في صيغتها الجديدة (12 لجنة جهوية، و83 لجنة إقليمية، و545 لجنة محلية للتنمية البشرية)، وذلك تفعيلا لمبدأ الحكامة الجيدة، بحيث تضطلع الهيئات الترابية كل حسب مهامها بدور التشخيص الترابي، والتخطيط، وضمان الالتقائية، والبرمجة وتنفيذ المشاريع، فضلا على إعداد 545 تشخيص تشاركي مكنت نتائجها من برمجة المشاريع المنجزة برسم سنة 2019.
من جهة أخرى، نظمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال نفس السنة، ورشات لمختلف الفاعلين الوطنيين والدوليين من أجل دراسة وتحديد مفهوم كل المكونات البنيوية لمؤشر التنمية البشرية (IDH)، و مؤشر الرأسمال البشري (ICH) ، ما مكن من إعداد وثائق عملية “concept-notes ” وتعميمها على سائر عمالات وأقاليم المملكة.
وفي نفس السياق تم أيضا تفعيل مبدأ التعاقد مع الشركاء والجمعيات الرائدة خصوصا في مجال التعليم الأولي، والدعم المدرسي ومحور “صحة وتغذية الأم والطفل”، الذي تم بشأنه تنظيم حملة وطنية للتحسيس بأهمية مرحلة الطفولة المبكرة، كما تم إبرام اتفاقية ثلاثية الأطراف بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة ومنظمة اليونيسيف، لإرساء منظومة الصحة الجماعاتية للتمكن من تقليص الوفيات لدى الأمهات وحديثي الولادة والرضع والأطفال، ومحاربة التأخر في النمو، والنقص في التغذية.
كما عملت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على وضع استراتيجية جديدة للتواصل للمرحلة الثالثة من المبادرة، حيث تم في هذا الإطار تحديث موقعها الالكتروني وفق الفلسفة و البرامج الجديدة، فضلا على انشاء صفحات خاصة بها على مواقع التواصل الاجتماعي (facebook, Instagram, YouTube, Twitter) وذلك بغية توفير آليات جديدة لتواصل القرب، بحيث يقدر عدد المتتبعين ب 35 ألف و480، ونسبة مشاهدة تبلغ 7.913.196 .
وقامت أيضا بمواكبة التنزيل الفعلي لبرامج المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث تم تنظيم زيارات ميدانية، أبرزها المشاركة في أشغال اللجنة المحلية للتنمية البشرية لدائرة إملشيل رفقة وفد مكون من خبراء دوليين.