(نوفل النهاري)/و م ع/
نيويورك (الأمم المتحدة) – أكد الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، السيد ميغيل أنخيل موراتينوس أن المغرب نجح بفضل القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، في إبراز بعد هام لأزمة كوفيد 19 ألا وهو دور القادة الدينيين في مواجهة عواقب هذه الآفة التي اجتاحت مختلف بلدان المعمور.
وقال السيد موراتينوس في حوار عبر الهاتف خص به وكالة المغرب العربي للأنباء في نيويورك، ” لقد اتخذت المملكة المغربية وسفيرها لدى الأمم المتحدة ، عمر هلال ، مبادرة عاجلة وضرورية للغاية باستدعاء الأمين العام و وكالتين رئيسيتين للأمم المتحدة تعنيان بقضايا الحوار بين الثقافات والأديان من أجل الوقوف على الدور الضروري والأساسي للقادة الدينيين”.
وأضاف المسؤول الأممي الذي شارك الثلاثاء في ندوة افتراضية رفيعة المستوى نظمها المغرب في الأمم المتحدة حول “دور القادة الدينيين في مواجهة تحديات جائحة كوفيد-19، ” أعتقد أن هذا يندرج ضمن تقاليد وإرث المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، في التأكيد على أهمية الاحترام المتبادل و تهيئة الظروف المواتية لتفاهم أفضل بين مختلف الثقافات والأديان”.
واعتبر موراتينوس أن هذه الندوة تأتي في”لحظة مفصلية” من الأزمة المرتبطة بوباء كوفيد 19 ، “بمعنى أن المملكة المغربية نجحت في إبراز بعد لم يتم تناوله إلا مؤخرا من قبل قلة من الهيئات ، وهو الأمر الذي عكسته مشاركة أغلبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في هذه الندوة التي أظهرت أهمية الجانب الديني في الخروج من الأزمة”.
وتميز هذا اللقاء الهام بمشاركة واسعة لممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريش ، ورئيس الجمعية العامة تيجاني محمد باندي وقادة دينيين بارزين يمثلون الأديان السماوية الثلاثة.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس الأسبق للدبلوماسية الإسبانية أن هذه المبادرة “ستسمح لنا بالمتابعة ومواصلة العمل مع القادة الآخرين وممثلي الأديان في أفق اللقاء الذي سيجمعنا في إطار القمة العالمية لتحالف الحضارات بفاس في نهاية العام ، حيث سننكب على تقييم النتائج الملموسة لهذه المبادرة التي أطلقتها المملكة المغربية واقترحتها على الأمم المتحدة”.
وبخصوص سبل التغلب على انعكاسات أزمة كوفيد-19، أكد الممثل السامي لتحالف الحضارات على أهمية التضامن العالمي.وقال “إنها “المرة الأولى التي نواجه فيها أزمة تسائل البشرية جمعاء (…) إنها ليست أزمة صحية فحسب ، بل اقتصادية واجتماعية وثقافية ودينية أيضا ، بمعنى أنه يتعين علينا معالجة تعقيدات الواقع لكي نستطيع معانقة عالم أفضل”.
وأضاف “من وجهة نظري ، هذا هو الأهم ، لأن الحلقة الرئيسية في الأزمة هي المواطن، والكائن البشري. وأعتقد أنه مالم نعترف بمركزية الإنسان في الأزمة ، فلن نتمكن من التوصل إلى إجابات للتحديات المختلفة التي تفرضها علينا جميعا”.
وتم إنشاء “تحالف الأمم المتحدة للحضارات” سنة 2005 بمبادرة من إسبانيا وتركيا ، تحت رعاية الأمم المتحدة ، بهدف توطيد علاقات التفاهم والحوار بين الثقافات والحضارات عبر العالم.