انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن القارة الإفريقية
الدار البيضاء – لم تمنع جائحة فيروس كورنا المستجد (كوفيد 19) من تنظيم الدورة الثامنة لـ “الإفطار الجماعي”، التي التأم حول مائدتها الافتراضية، أمس الأحد، مسلمون ويهود ومسيحيون، عبروا عن تضامنهم القوي، وتصميمهم جميعا على مواجهة هذه الجائحة والتغلب عليها.
وركزت هذه الدورة، التي نظمتها جمعية (مغاربة بصيغة الجمع)، وتم بثها مباشرة عبر “زوم ميتينغ” التطبيق الأكثر انتشارا للندوات واللقاءات الافتراضية، وعبر موقع يوتوب، على إبراز قيم الأخوة والأمل التي باتت اليوم تحظى بأهمية قصوى في مجابهة الفيروس، الذي يواصل انتشاره عبر العالم أجمع دون تمييز بين البشر.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد مستشار صاحب الجلالة السيد أندري أزولاي أنه “منذ بداية تنظيم هذا الإفطار الجماعي، لم أفوت هذا الموعد الرمزي والدال على غنى كل تنوعاتنا، وعلى عمق ترسخها في الإجماع الوطني”.
وقال السيد أزولاي إن ” لقاءنا هذه السنة كان افتراضيا، لكن، وللمفارقة، سيحفظ التاريخ أنه كان هناك من نجح في جمع أكبر عدد من المشاركين الراغبين في الاحتفاء بالتلاقي الاستثنائي للاستراتيجية الرائدة والمتبصرة التي أرساها صاحب الجلالة الملك محمد السادس مع النضج الذي أبان عنه شعبنا، لتوفير كل حظوظ النجاح للرد المغربي في مواجهة جائحة (كوفيد 19) “.
وأضاف “كل واحد منا هو ضحية محتملة في مواجهة هذا التحدي، لكن كل واحد منا، أيضا، هو حامل مفترض لجزء من الحل”، مبرزا ” ثقافة التضامن الاجتماعي التي طالما عرفنا بها نحن المغاربة”.
وبعدما حيى “مجتمعنا العلمي والطبي، وقواتنا في الأمن وكل أولئك، الكثيرين، الذين يشكلون حلقات سلسلة المقاومة والصمود المغربي في مواجهة (كوفيد 19) “، أعرب مستشار صاحب الجلالة عن افتخاره “كمواطن لرؤية بلاده معترفا ومنوها بها من طرف المجتمع الدولي، والذي أشاد بالقيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وبالإنجازات التي تحققت جراء كل الإجراءات التي اتخذها المغرب من أجل التصدي للوباء”.
وخلال هذا الإفطار، المنظم بشراكة مع مركز الطائفة اليهودية سيمون بينتو ( SOC-Simon Pinto)، أوضح رئيس جمعية (مغاربة بصيغة الجمع) أحمد غياث أنه ” كان من المستبعد بالنسبة لنا أن يمنعنا الفيروس من عقد هذا اللقاء للعيش المشترك، والذي نحن بحاجة له أكثر من أي وقت مضى، لكن، بعدما حال العزل الصحي دون اجتماعنا، جاءت فكرة تنظيم هذا الإفطار الافتراضي”.
وأشار إلى أن “شخصيات، وسلطات دينية من الديانات الثلاث، وفنانين وشباب جمعيات من عشر مدن عبر المملكة استجابوا للدعوة لهذا اللقاء، الذي تابعه عدد مهم من الرواد عبر الأنترنت من داخل المغرب وخارجه”.
وتابع أن هذا الإفطار “شكل بالنسبة إلينا مناسبة لنظهر للعالم أن بلادنا، وبفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، هو مغرب بصيغة الجمع، ومغرب موحد، وتراثنا من التنوع يجسد بحق ديباجة الدستور بشكل واقعي وملموس، مهما كانت المخاطر التي تهز العالم”.
واستطرد قائلا إن ” فكرة الإفطار الجماعي، اليوم، توسعت وتمددت، وأصبحت تقليدا استلهمته باريس وتونس وبيروت ومونريال ومراكش وغيرها”.
وتميز الإفطار بتقديم مداخلات عبر الفيديو لعدة شخصيات وطنية، كبيير سيبوني رئيس مركز الطائفة اليهودية بالدار البيضاء، وادريس اليزمي الرئيس السابق للمركز الوطني لحقوق الإنسان، والبروفيسور جعفر هيكل الأخصائي في علم الأوبئة، ومولاي عبد الله الشريف الوزاني الباحث في الدراسات الإسلامية، وسفير الفاتيكان في المغرب فيتو رالو، والكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو أسقف الرباط.
وبالمناسبة ذاتها، أدى الحبر الأكبر جوزيف إسرائيل صلوات عبرية توجه فيها بالدعاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والعائلة الملكية، فيما أدى كل من ماكسيم كاروتشي ونبيلة معان وسناء مرحاتي وماريا نصيري وجيهان بوكرين وكورال غوسبيل مقطوعات من الأناشيد الدينية.
وتميز إفطار هذه السنة بإطلاق مبادرة غير مسبوقة، تمثلت في وضع طابق رمضاني أو طبق غيره، وباحترام تام لمسافة الأمان، على عتبة باب إحدى العائلات المسيحية واليهودية والمسلمة، أو من المهاجرين أو الأشخاص المسنين.