فيديو: المغرب يرسل 25 شاحنة للدعم و فرق إغاثة لإسبانيا للمساعدة في إزالة مخلفات الفيضانات
أكد العلامة المفكر مصطفى بنحمزة، اليوم الأربعاء بالرباط، أن الرأسمال اللامادي يعتبر مسألة ضرورية لكل الشعوب من أجل حفظ الذاكرة الجماعية وحماية الهوية.
وأبرز المفكر بنحمزة، في محاضرة ألقاها بمقر أكاديمية المملكة المغربية حول موضوع “من مُكونات الرأسمال اللامادي للمغرب”، أن الرأسمال اللامادي يستوعب كل الرساميل المتداولة، ومن ضمنها الرأسمال البشري والفكري والاجتماعي، مساهما في زرع روح الثقة وتحقيق النفع والتقدم للمجتمعات والرفع من قيمة العنصر البشري.
وتطرق العلامة إلى ماهية الرأسمال اللامادي بالاعتماد على مصدرين هما بحث البنك الدولي بعنوان “أين تكمن ثروة الأُمم؟”، و آخر للمجلس الاقتصادي و الاجتماعي والبيئي بشراكة مع بنك المغرب حول “الثروة الإجمالية للمغرب”، مؤكدا أن استيعاب هذا المفهوم وتدبيره بكيفية سليمة قادر على جلب الثروة وتحقيق المكاسب الاقتصادية والتماسك الاجتماعي.
وسلط أيضا الضوء على السياق التاريخي لهذا المفهوم بالمغرب، من خلال سرد مجموعة من المراجع والمؤلفات التي اهتمت به، مبرزا حجم التنوع الثقافي واللغوي الذي يزخر به الرأسمال اللامادي في المغرب ومساهمة الفنون بمختلف تعبيراتها في إغناء الرصيد الفكري الوطني.
وبعد أن أشار إلى أن الفتاوى تتضمن الكثير من المحاور المرتبطة بالرأسمال اللامادي، شدد المحاضر على الدور الذي يضطلع به المفتي في تنشيط الحركة التعليمية والدفاع عن حقوق المرأة وتعزيز موقعها في النسيج المجتمعي المغربي.
كما استعرض أوجه الرأسمال اللامادي في الحقل الديني بالمغرب، مشيرا إلى أسباب اختيار المغاربة للمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، ومساهمتهما في تحقيق الأمن الروحي وتحصين النموذج الديني من الغلو والتطرف، وتعزيز قيم السلم والتعايش والإسلام والوسطي.
من جهته، أشار عضو أكاديمية المملكة المغربية، السيد محمد الكتاني، إلى أن تنظيم هذه المحاضرة يندرج في إطار مواكبة الأكاديمية للنقاش العمومي حول المواضيع التي تشغل بال الرأي العام، مضيفا أن اختيار الموضوع يأتي لكونه يتسم بالراهنية والأهمية على المستويين الوطني والدولي.
يشار إلى أن العلامة مصطفى بنحمزة (المزداد سنة 1949)، أستاذ للدراسات الإسلامية ورئيس شعبتها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة. وهو يشغل منصب رئيس المجلس العلمي بوجدة، ورئيس فرع جمعية العلماء خريجي دار الحديث الحسنية ومدير معهد البعث الإسلامي للعلوم الشرعية بالمدينة ذاتها.
وللمفكر بنحمزة عدة مؤلفات وتحقيقات حول قضايا التسامح في الإسلام والمساواة والتربية والمرأة والتفسير، واللغة، والحقوق، والاجتهاد، وأكثر من خمسين بحثا علميا منشورا في المجلات الأكاديمية والمتخصصة.