بعد أسبوعين فقط من سحب واشنطن قواتها من شمال شرق سوريا، مما أتاح دخول القوات التركية بسلاسة، بدأت الشرطة العسكرية الروسية الأربعاء في الانتشار في عين العرب (كوباني) على الحدود الشمالية الشرقية لسوريا بموجب اتفاق مع تركيا لإخراج المقاتلين الأكراد من المنطقة. وهذافي الوقت الذي قال فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن العملية العسكرية التركية على القوات الكردية قد انتهت.
وأظهر نشر روسيا قواتها في المنطقة مدى التحول السريع لميزان القوة.
ولقد علقت تركيا هجومها الأسبوع الماضي، وفق اتفاق، توسطت فيه الولايات المتحدة، يتضمن انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية الحليف القديم لواشنطن وحصلت بعد ذلك على دعم روسي هذا الأسبوع لاتفاق أشمل يقضي بإبعاد وحدات حماية الشعب من كامل الحدود الشمالية الشرقية.
“لا تعليق من البيت الأبيض”
ولم يعلق ترامب على انتشار القوات الروسية يوم الأربعاء لكنه تعرض لهجوم من السناتور الديمقراطي كريس فان هولين الذي قال “إن احتفال ترامب باتفاق بوتين وأردوغان يمثل رضوخ القيادة الأمريكية بشكل تام”.
لكن ترامب قال إن عددا صغيرا من القوات الأمريكية سيبقى في المنطقة “حيث يوجد النفط” في إشارة إلى حقول نفطية في منطقة خاضعة للأكراد. وأوضح الرئيس الأمريكي أنه سيتخذ قرارا بشأن هذه القوة في المستقبل.
“وقف إطلاق النار أصبح دائما”
وفي كلمة بالبيت الأبيض، قال ترامب إن تركيا أعلنت أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم الأسبوع الماضي أصبح دائما مما يمهد الطريق أمام الولايات المتحدة لرفع العقوبات التي فرضتها على الواردات التركية ردا على الهجوم عبر الحدود.
وقوبلت العملية العسكرية التركية بتنديد واسع النطاق من حلف شمال الأطلسي والحلفاء في الاتحاد الأوروبي الذين قالوا إنها ستتسبب في أزمة إنسانية جديدة في سوريا التي تعيش حربا أهلية منذ ثماني سنوات، ويمكن أن تؤدي إلى هروب السجناء من تنظيم الدولة الإسلامية الذين تحتجزهم وحدات حماية الشعب الكردية وإعادة تجميع صفوفهم.
وقال ترامب “أبلغت حكومة تركيا إدارتي في وقت سابق هذا الصباح بأنها ستوقف حملتها وهجومها في سوريا وستجعل وقف إطلاق النار دائما” مضيفا أنه أعطى توجيهات برفع العقوبات عن أنقرة “ما لم يحدث شيء لا نرضى به”.
“لا أدلة على وجود عمليات تطهير عرقي”
وقال مسؤول كبير بإدارة ترامب إن الولايات المتحدة لا ترى أدلة على ارتكاب القوات التركية عمليات تطهير عرقي في شمال شرق سوريا في أعقاب الانسحاب الأمريكي من هناك.
وأضاف أن تركيا أكدت للولايات المتحدة أن مثل هذا الأمر لن يحدث.
ويشكل وصول الشرطة إلى كوباني بداية مهمة لقوات أمنية روسية وسورية لإبعاد وحدات حماية الشعب 30 كيلومترا على الأقل في عمق سوريا بموجب اتفاق توصل إليه الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء.
ويسلط الضوء أيضا على هيمنة نفوذ بوتين في سوريا ويؤكد عودة قوات حليفه بشار الأسد إلى الحدود الشمالية الشرقية لأول مرة منذ سنوات.
للمزيد: الجيش السوري يسيطر على منبج وموسكو لن تسمح بمواجهات بين أنقرة ودمشق
فرانس24/ رويترز