يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس تقدم فرقة الأوركيد يوم الخميس 21 فبراير 2019 على الساعة الثامنة مساء بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط عملها المسرحي “شابكة”.
وتحكي المسرحية عن “صالحة”، وهي معلمة مناضلة متشبثة بالمبادئ والقيم الفاضلة، ومقاومة لبؤس الواقع ومغريات الحياة. أحيلت على التقاعد لتجد نفسها مع مرارة الفراغ رفقة زوج يتقاسمها نفس المآسي، إلا أنه مع شماتة النهايات أصبح يسب ويلعن الجميع، ساخطا على سنوات التضحية وعبثية المصير، بل وأصبح يرى في زوجته “صالحة” طالع نحس ومصدر شؤم، فاختار العيش على أطلال تجارب الماضي الفاشلة وأحلام الحاضر الرخيصة، قاضيا معظم يومه مع الثلاجة بالمطبخ وكأنها انعكاس لما يعيش في دواخله من برودة مشاعر وجمود أفكار، وتزداد الهوة بين الزوجين يوما بعد يوم، وينتصب بينهما “سلطان”، ابنهما الوحيد، وأملهما الباقي في الحياة. “سلطان” اختار أن يعيش ريعان شبابه بروح عصره، متمردا على كل شيء، ومتطلعا لغد أفضل.
وبالموازاة مع ذلك نجد شخصية الراديو حاضرة بقوة، إذ تارة تعلق على الوقائع والأحداث، وتارة توجهها وتؤثر عليها وعلى مسارها موظفة بشكل إبداعي أغاني مجموعة المشاهب والفنان عبد الحليم حافظ التي تمثل زمن الفن الجميل، يؤديها على الخشبة شخوص وموسيقيو العمل.
وفي لحظة تختل فيها كل التوازنات، مع إعلان المذياع عن تنصيب “رابح ولد رابح” وزيرا، وهو تلميذ سابق لدى صالحة، والكل يعلم بماضيه الأسود وبتجاربه الدراسية الفاشلة. يتلون الجميع بألون التملق والتودد الكاذب بغية الوصول بشتى الوسائل للقاء الوزير والتماس العون لأجل الخلاص، محاولين إقناع “صالحة” بلعب دور الوساطة، لما لها من وضعية اعتبارية لدى المستوزر الجديد، إلا أنها تنتصب مثل الحجر، وترفض الانصياع للإغواءات وتصرخ بأعلى صوتها في وجه الضمائر الميتة : “اغتنموا الفرص واقتسموا الولائم كما شئتم، واتركوني في سلام”. وأمام تباتها، وتشبتها بمبادئها الصالحة، تتقوم سلوكيات الجميع، وينتهي العرض والكل يحتفل معها بصوت الحق، وعزائم الضمائر الحية.
مسرحية “شابكة” هي عن نص “على باب الوزير” لمؤلفه د. “عبد الكريم برشيد”، وإعداد وإخراج الفنان أمين ناسور، وسينوغرافيا الفنان طارق الربح، وملابس الفنانة صباح لزعر وتشخيص كل من الفنانين عبد الله شيشة وحنان خالدي ونبيل البوستاوي وعادل اضريسي، وأدى موسيقى العمل أنس عادري وشبوبة عبد الكريم، وغناء هند نياكو ونبيل البوستاوي، وتقنيات الإضاءة حسن بلكبير والصوت سفيان الدياني، وإدارة الفرقة مروان حسين، والمحافظة العامة لكل من زكرياء بنعزيز وعلي الكيحل، والمتابعة الفنية لنادية الوردي، وتوثيق جبران عادري وعثمان برج، وتصميم الملصقات لكل من محمد أهمو وعثمان برج.
وجدير بالذكر أن مسرحية شابكة لفرقة الأوركيد لقيت نجاحا كبيرا في جولتها الوطنية بمختلف مدن المملكة، ومثلت المغرب تمثيلا مشرفا رفقة وفد من الباحثين والمسرحيين المغاربة، ضمن فعاليات النسخة الحادية عشر لمهرجان المسرح العربي الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح بمصر دورة 2019.