يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
إعداد : جمال الدين بن العربي: (و م ع )
خزامة (إقليم ورزازات) – لم تمنع الظروف المناخية والمسافة البعيدة السيدة إيجة آيت المدني، وعمرها 80 عاما، من التوجه إلى مركز جماعة خزامة (إقليم ورزازات) للاستفادة من خدمات الحملة الطبية متعددة التخصصات.
فقد قطعت هذه السيدة، التي اختارت انتظار حلول المشرفين على الحملة، التي نظمتها مؤخرا المندوبية الإقليمية للصحة بورزازات، مسافة طويلة من أجل استشارة أطباء خبروا التعامل مع الحالات المشابهة لهذه المرأة القادمة من عمق البادية.
ودعت إيجة آيت المدني ابنها لمرافقتها لكي يكون وسيطا لغويا مع الأطباء والممرضين الذين يعملون بجد للاستجابة لكل طلبات سكان الجماعة والدواوير المجاورة لها، لكونها تتكلم الأمازيغية فقط.
وقطعت هذه السيدة المسنة مسافة 34 كيلومترا انطلاقا من جماعة سيروا في رحلة تخوضها لأول مرة بين جبال المنطقة لتستفيد من هذه الحملة التي سبق أن نظمت في جماعة خزامة وسمعت بنتائجها الطيبة على الساكنة.
واعتبرت إيجة آيت المدني، وهي أم لعشرة أبناء، أن هذه الحملة تظل جيدة من حيث التنظيم وتوفير تخصصات طبية تحتاجها الساكنة في هذه الفترة من السنة.
وشدد ابنها على أن الساكنة تحتاج إلى مثل هذه المبادرات التي تغني عن التوجه نحو مدينة ورزازات لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، خاصة أنها تعاني من الفقر والهشاشة.
وأشار إلى أنه رغم صعوبات الطريق للوصول إلى هذه النقطة، فإن الحالة النفسية للمرضى تتحسن بفعل التعامل الجيد والإنساني للطاقم الطبي المشرف على الحملة الطبية بالجماعة.
من جانبه، اعتبر محمد الغزالي، رئيس جمعية مدرسة العرفان العتيقة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الحملة تساعد في التخفيف من تأثيرات موجة البرد التي تعرفها المنطقة.
وأشار إلى أنها نظمت في الوقت المناسب، خاصة أن المنطقة لا تتوفر على بنيات صحية كافية للتكفل بجميع المرضى الذين يضطرون للتوجه إلى مدينة ورزازات للقيام بالفحوصات الطبية المتقدمة.
من جهته، وصف رئيس جماعة خزامة، ابراهيم الشرحبيلي، في تصريح مماثل، الحملة الطبية بأنها جيدة و”التفاتة ميمونة يستفيد منها سكان الجماعة والدواوير التابعة لها”.
وأكد الشرحبيلي حاجة السكان، الذين يبلغ عددهم أزيد من 8000 نسمة، إلى التطبيب بسبب الفقر وعدم التوفر على مراكز طبية كافية، حيث يوجد فقط مركزان صحيان بالمنطقة، مبرزا أن من مميزات هذه الحملة توزيعها الدواء بالمجان على المستفيدين.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عمر بوزكار المشرف على الصيدلية الإقليمية لورزازات أن صيدلية الحملة تتوفر على الأدوية التي تهم جميع التخصصات، ضمنها أدوية الحساسية وأمراض الصدر، والروماتيزم، والمضادات الحيوية، وأمراض المعدة.
وأوضح أنه رصدت لهذه الصيدلية المتنقلة ميزانية تقدر بنحو 50 ألف درهم، مشيرا إلى أنه سيتم تزويد المركز الصحي المحلي بخزامة بالأدوية الخاصة بالقافلة.
وهدفت هذه الحملة الطبية، التي نظمت بتنسيق مع السلطات المحلية، وجماعة خزامة، والوقاية المدنية، والدرك الملكي والقوات المساعدة، إلى تعزيز التغطية الصحية لفائدة ساكنة المناطق المتضررة بفعل موجات البرد.
كما هدفت الحملة، المنظمة أيضا بشراكة مع المركز الاستشفائي الإقليمي بورزازات والهلال الأحمر المغربي والجمعية المغربية للممرضين الجنوب، التكفل بالمشاكل الصحية التي يعاني منها سكان جماعة خزامة.
وتندرج هذه المبادرة، في إطار برنامج “رعاية” 2018- 2019، الذي يروم ضمان الرعاية اللازمة لساكنة المناطق المتضررة بفعل موجات البرد والتساقطات الثلجية، من خلال تكثيف الخدمات الطبية والصحية الإقليمية الأساسية، والتوعية المقدمة على مستوى المراكز الصحية.
وعرفت هذه العملية مشاركة نحو 85 شخصا من الإطار الطبي وشبه الطبي والإداري، حيث استفاد منها أزيد من 1200 شخص من سكان جماعة خزامة والدواوير التابعة لها مع توجيه الحالات الصعبة إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بورزازات قصد التكفل بها.
وشملت تخصصات الطب العام، وطب النساء والتوليد، وطب الأنف والحنجرة، والطب الباطني، وطب المعدة والأمعاء، وطب الغدد، وطب العيون، مع إجراء الفحوصات بجهاز الصدى، وتحليلات فورية حول داء السكري، والكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم.
وهمت أنشطة الطاقم الطبي والتمريضي للحملة تقديم حصص تحسيسية وتوعوية حول صحة الأم والطفل والرضاعة الطبيعية والتغذية السليمة، مع استفادة المرضى من كميات مهمة من الأدوية بالمجان.