ترجمة: agora.ma عن moroccoworldnews.com/بقلم عبد القادر فيلالي.
يواصل الجيش الجزائري تحديد سياسة البلاد منذ سنة 1962، وهو المسار الذي يتميز بضعف المؤسسات وتقوية سلطة الجيش ويعرف تحت اسم “التحنيط الكامل”، وتقول باحثة جزائرية أن هذا النظام الذي استمد مرجعيته من الاستعمار الفرنسي وبقي صامدا إلى غاية الحرب الأهلية التي عاشتها الجزائر خلال التسعينيات من القرن الماضي، يمكن مقارنته بخمس دول مصدرة للبترول، حيث يتأسس على إضعاف المؤسسات والنخب وقمع جميع أصوات المعارضة بشتى الوسائل الممكنة.
وفي هذا الإطار، يجري حاليا إعادة هيكلة الجيش الجزائري، خصوصا الضباط من الصف الثاني، حيث سيتم تمرير قانون قبل الانتخابات الرئاسية لسنة 2019 يمنع بموجبه على المسؤولين العسكريين الحديث عن قضايا الجيش الجزائري للعموم، في صلة بقضية الجنرال حسين بن حديد، المتقاعد الذي فتح نار التصريحات على الرئيس بوتفليقة.
التحنيط التجميلي
وبالعودة إلى تاريخ الجزائر، يتم الحديث عن الانقلاب العسكري ضد الرئيس السابق الشاذلي بنجديد الذي دعا إلى انتخابات متعددة الأحزاب، وهو ما مهد الطريق للجبهة الإسلامية للإنقاذ للظهور على الساحة السياسية، لكن الجيش انقلب على الرئيس وقمع بشدة ووحشية الجبهة الإسلامية للإنقاذ قصد الحفاظ على السلطة.
حاليا، هناك حركة انتقالية كبيرة في صفوف الجيش الجزائري قصد التمهيد لمرحلة ما بعد بوتفليقة، وهي العملية التي يسهر عليها وزير الدفاع وقائد الجيش أحمد قايد صالح على طريقة لعبة الشطرنج.
اختراع البوليساريو
وتؤكد هذه الباحثة الجزائرية أن الرئيس الجزائري بومدين أحدث ما يمسى بالبوليساريو وأن “بروباغاندا” تحديد المصير ليست إلا وسيلة للتوسع داخل الصحراء المغربية، حيث تقول الباحثة مريم لوي “مرتزقة البوليساريو ليسوا سوى منتوج من صنع النظام في الجزائر العاصمة.
وفي نهاية مقالها، تؤكّد هذه الباحثة أن خبايا الأمور بالجزائر تشير إلى أن مسلسل الحفاظ على النظام العسكري بلغ المرحلة الأخيرة من التحنيط، ليبقى الجنرالات أقوى سلطة بهذا البلد ويواصلون تحديد سياسته وإضعاف مؤسسات وتفقير نخبه.