في الذكرى ال19 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه الميامين ارتأى موقع القناة الثانية 2m.ma تقديم لقراءه مجهودات جلالته ورؤيته المتبصرة لمواجهة الخطر الإرهابي بللمغرب.
فقد قام جلالة الملك محمد السادس، باستراتيجية شاملة واستباقية ومتعددة الأبعاد تدمج الأمن والعدالة، إلى جانب التنمية البشرية المستدامة.
وجاءت هذه الاستراتيجية نتيجة لثمرة تفكير ناضج حيث تستند إلى الضربات الاستباقية التي تخول تفكيك الخلايا الإرهابية قبل انتقالها لمرحلة التنفيذ، بشكل تام مع الخيارات الأساسية للمملكة القائمة على احترام حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها كونيا، والحفاظ على هويتها الثقافية والعقدية.
وقد قام المغرب بقيادة جلالة الملك بتفعيل إجراءات متعددة الأبعاد عبر تعزيز ترسانته القانونية، وإصلاح الحقل الديني، وإرساء آلية لمتابعة الميولات الإرهابية الجديدة، وكذا تعزيز التنمية السوسيو- اقتصادية وثقافة حقوق الإنسان، واحترام الحريات والتعاون متعدد الأطراف في مجال محاربة الإرهاب.
كما قد لقي هذا الالتزام الراسخ والمتواصل والاستباقي للمغرب في مجال مكافحة الإرهاب العالمي إشادة من قبل المنتظم الأممي، حيث جرى بالإجماع انتخاب المملكة للرئاسة المشتركة للجنة تنسيق المنتدى الشامل لمحاربة الإرهاب، وهو منظمة تضم أزيد من 30 عضوا إلى جانب دول ومنظمات شريكة، من بينها منظمة الأمم المتحدة، ويلتئم فيها أصحاب القرار وخبراء في مجالات محاربة الإرهاب الدولي.
كما أعطت السياسة الاستباقية للمغرب في مجال محاربة الإرهاب، التي أبرزها التقرير الأخير للخارجية الأمريكية حول الإرهاب في العالم لسنة 2016 ، نتائج ملموسة عبر تفكيك العديد من فروع تجنيد وتمويل الإرهابيين أو خلايا كانت تخطط لارتكاب أعمال إرهابية، مما يجعل من المملكة شريكا جادا ولا غنى عنه بالنسبة لمجموع دول المنطقة والعالم.
وانطلاقا من استراتيجيته الرامية للترويج لإسلام وسطي معتدل لمحاربة الانحرافات المتطرفة، ومن انشغاله بوضع تجربته في مجال محاربة الإرهاب رهن إشارة بلدان إفريقية صديقة، أحدث المغرب، بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، الهيئتان الموجهتان لتوحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين في المغرب وباقي الدول الإفريقية قصد التعريف بقيم الإسلام السمحة.
وحظيت استراتيجية المغرب في محاربة الإرهاب بإشادة دولية كان من أبرزها إشادة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بحرارة بصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لدور جلالته البارز في مجال مكافحة الإرهاب الديني.
وقال ماكرون في خطاب كان قد ألقاه بجامعة واغادوغو”أريد هنا أن أشيد بملك المغرب لأنه استطاع إيجاد العبارات الملائمة بالنظر إلى الدور البارز الذي يضطلع به” مشيرا إلى ان الأولوية تكمن في الذهاب بعيدا في هذه المعركة”.