الحصيلة السنوية للأمن الوطني: إحصائيات مكافحة الجريمة بكل أنواعها والتهديدات الإرهابية
بشرى أمين
وقلنا إذا كان الأمر كذلك، وما دامت أجوبة المشتبه فيه كما هي أسئلة القاضي ليست إلا من نسيج خيال الصحفي، الذي مَلَّ ادعاء الحياد واتخذ من الزفزافي وأتباعه فريقا وخير ملاذ، ومادمنا في بلد حرية التعبير، وإطلاق العنان للمخيلة، فلا بأس أن نطرح سيناريو مغاير يبدو لنا أكثر مصداقية، في انتظار فيصل الأدلة والقرائن التي يعود لها ووحدها الحسم في أطوار المحاكمة.
السيناريو..
دخل ناصر الزفزافي الى قاعة المحكمة رافعا شارة النصر أمام كاميرات الصحافة “الوطنية” -تظاهرو بالبلادة وتجاهلوا الوصف- والأجنبية التي تتصيد الفرص لتشويه الوطن، والمحامين اللذين تطوعوا للدفاع عن المشتبه فيهم في جرائم شاهدوا تلبسهم بها مسبقا عبر فيديوهات مباشرة، لكن لا يهمهم الأمر مادامت الفرصة سانحة للظهور في قضية شغلت الرأي العام، تضييعها دون تسويق للأسماء سيكون ضربا من الغباء.
“فليقف الجميع” بدأت أطوار جلسات المحاكمة …:
القاضي: ما اسمك وما هو عمرك وأين ولدت؟
يبتسم الزفزافي بنوع من السخرية، أنا ناصر الزفزافي ومن لا يعرفه، أنا “الزعيم”.
القاضي: منذ متى وأنت تخرج في تظاهرات واحتجاجات بالحسيمة؟
الزفزافي: صراحة أنا قديـــم فهادشي… ولكن أحسن فرصة تعطات لي هي وفاة المرحوم فكري، فركبت عليها.
القاضي: بلغ إلى علمنا أنكم تؤدون قسما من نوع ما عند نهاية كل احتجاج فما هو نص هذا القسم؟
الزفزافي: نعم، “أقسم بالله العلي العظيم، أن لا نخون وألا نساوم وألا نبيع قضيتنا ولو على حساب حياتنا”.
القاضي: ماذا تقصدون بهذا القسم؟ وما هي قضيتكم ومن أنتم قبل كل شيء؟
الزفزافي: بالنسبة لمعناه، فلا أستطيع أن أجيبك، لأنهم أملوه علي هكذا… أما عن سؤال من نحن؟ فالجواب متشعب ومعقد، ففينا جهات ظاهرة تتكون مني ومن تبعني ومن اغترّ بي و”بقضيتي” ومنا جنود خفاء يعملون في سرية تامة حتى يُكْتَبَ لهم الأجر، ويتمثل دورهم في تسطير الأهداف وتوجيه الحراك والتمويل والتنسيق مع جهات أجنبية وتنظيم وقفات على المستوى الدولي والبحث عن سبل المس بصورة المغرب داخليا وخارجيا ورسم الاستراتيجيات الكبرى التي من شأنها زعزعة استقرار البلاد والقضاء على مشروعه التنموي وكسر استثناء خروجه سالما غانما من ثورات الربيع العربي ومنا ممزقي الجوازات وبائعي الوطن و..و..و…الى اخره … ولكن “ما عندي بو الوقت باش نقولك كلشي”.
القاضي: وما هي “قضيتكم”؟
الزفزافي: يلتفت الى هيئة الدفاع وكأنه يطلب العون فيرمقه المحامون بنظرات فيها نوع من التحذير من طبيعة الإجابة ثم يسترسل، لا يمكنني الاجابة عن هذا السؤال لكنني سأكتفي بالقول أننا نطالب بمستشفى ونواة جامعية وفرص للشغل (فيغلب عليه الضحك)، ثم يستدير باتجاه النشطاء المعتقلين الى جانبه، فيهمس لهم “بيناتنا ايلا عرفوا طبيعة “قَضِيَّتَنَا” غادي تكون ” قَضِيَّتَنَا حاامضة”.
القاضي: اذا كانت هذه هي المطالب التي تسعون الى تحقيقها فقد علمنا أن الدولة قد استجابت لها، وبدأت بالفعل في تفعيل مشاريع تنموية بالمنطقة، منها ما هو مسطر مسبقا في مشروع “منارة المتوسط” ومنها ما تم برمجته استجابة ل”حراككم” فما سبب استمراركم في الاحتجاج؟
الزفزافي: لدينا أوامر…عفوا (زلة لسان) لدينا قناعات بألا نثق في أي مبادرة أو حل يأتي من الدولة أو ممثليها، ولدينا ايمان بتخوين كل الأطراف وغلق كافة قنوات الحوار لتمديد عمر الاحتقان وتوسيع رقعة الاحتجاج، وليست لنا أية علاقة ب”داعش” ولكن لابأس أن نقتبس من فكرها فاحتجاجنا على غرارها، “باقي ويتمدد”.
القاضي: تدعون السلمية في حراككم، ولكن توصلنا بأدلة وبأشرطة فيديو توثق للحظات حرق اقامة لقوات حفظ الأمن من طرف محتجين في محاولة لارتكاب جريمة قتل جماعية، كما منع المتظاهرون وصول شاحنة الاطفاء للإقامة المشتعلة، واستمروا في رشق كل من يقدم المساعدة بالحجارة، وهو ما تخلف عنه اصابات بليغة وخطيرة لعدد من رجال الأمن، وهناك أشرطة متعددة توثق للحظات رفع شعارات السلمية في حين تتم مهاجمة قوات الأمن الذين يكتفون بالدفاع عن أنفسهم فما تعليقكم؟
الزفزافي: سأشرح لك أيها القاضي، هناك العديد من الجمعيات والمنتديات المحسوبة على حقوق الإنسان والتي تدعي الدفاع عن الحقوق، وقد نشرت بعضها بيانات تدين فيها اعتقالنا، هل سبق لك أن سمعت أن هذه المنتديات أدانت أو دافعت عن ضحايا الشرطة أو الأمن أو الجيش أو الدرك؟ هل تحدث أحد من هؤلاء عن ضحايا “اكديم ازيك” الذين دافعوا عن الوطن بأرواحهم وماتوا حفاظا على سلمية تدخلاتهم؟؟ بالطبع لا…فهؤلاء لا يدخلون في خانة الانسان وليسوا حتى من البشر وبالتالي ليست لهم حقوق، ومن الطبيعي جدا ألا تشملهم سلميتنا.
القاضي : تخرجون للمطالبة بمطالب اجتماعية من الدولة المغربية، وفي نفس الوقت لم يسجل رفعكم للعلم الوطني ولو لمرة واحدة، بل وترفضون حضوره وكل من خالفكم وصف ب”العياشة”، في حين يرفرف في سمائكم علم ما يسمى ب”الجمهورية الريفية” فما تعليقكم؟؟
الزفزافي: أودِّي…أَمُرّ وايلا بغيتي ناكل “لهريسة”.
القاضي : يقال أنه ومنذ بداية “الحراك” وأنت تصف كل من تحاور معك، أو تدخل لاقتراح حلول، أوحاول الاستجابة لمطالبك، أو صحح مسارك، أو نصحك، أو عاتبك، أو حتى اقترب منك بأبشع الأوصاف وأقبح الصفات، فشتمت واستصغرت واحتقرت وخونت واتهمت،فهل هذا صحيح؟ وهل الكل على ضلال وأنت الوحيد على سراط مستقيم؟؟!!!
الزفزافي: أصلا القضاء غير نزيه وأنت قاضي غير مستقل….
القاضي : رفعت الجلسة والحكم لك أيها القارئ.