سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
بعد الخروج المدوي للمنتخب الوطني من كأس أمم أفريقيا التي تقام حاليا بكل من الجابون وغينيا الاستوائية، تعالت بعض الأصوات متحدثة عن مدى “قانونية الجامعة الملكية لكرة القدم” والتي تنادي بضرورة حل المكتب الجامعي والإعلان عن موعد قريب لجمع عام يؤسس فيه المكتب بشكل قانوني، مع العلم أن الجامعة الحالية تأسست سنة 2009 ويفترض أن جمعها العام يعقد على رأس كل أربع سنوات، وللحديث حول هذا الموضوع وحول التعتيم الإعلامي وغياب المصارحة مع الجمهور المغربي الذي لم يوضع في الصورة سواء من حيث وضعية المنتخب الحقيقية أو من حيث قدرته على المنافسة في الكأس الإفريقية قال “بدر الدين الإدريسي” رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية في حديثه لأكورا: “هذا واحد من أسباب الخلط الاستراتيجي الذي لا ينم عن عمق في التحليل ويفضح واقعنا حيث أننا لا نعمل على تقعيد الأشياء أو مأسسة المشهد الرياضي بشكل عام، فعندما ننتقد نضع في مجهر النقد المنتخب المغربي لكرة القدم بطبيعة الحال، ويجب علينا وضع ورش المنتخب ضمن مجموعة من الأوراش لدى الجامعة الملكية لكرة القدم، لكن المنتخب المغربي تسلط عليه الأضواء باعتباره واجهة كرة القدم الوطنية من جهة، ومن جهة أخرى له علاقة وجدانية وعلاقة عاطفية بينه وبين الجمهور ولكن لا أتصور لماذا دائما نربط بين سقوط المنتخب الوطني والمطالبة بمشروعية أو شرعية الجامعة”.
ويرى “الإدريسي” أن الحديث الآن يجب أن ينصب حول المرحلة الانتقالية التي ستمر منها الجامعات الرياضية في إطار القانون الجديد للتربية البدنية والرياضة، والتي أصبحت اليوم لها أدوار مختلفة عن الأدوار السابقة وربما النصوص التطبيقية ستحيّن مجموعة من الفصول داخل قانون التربية البدنية، ضمنها الفصل الذي سيعطي مجموعة من المتغيرات داخل المشهد الرياضي الذي أصبح يفرض على الجامعات العمل بحدود قانونية معينة سواء على مستوى انتخاب مجلسها التنفيذي أو طريقة عملها، وأكد أن هذه الجامعات تعقد جمعها الانتخابي كل 4 سنوات ولا شيء يلزمها أن تعقد جمعها كل سنة مشيرا إلى أن لها مجموعة من العلاقات الموصولة بين جميع الشرائح التي تمثلها سواء رياضة النخبة أو رياضة الهواة أو الرياضة النسوية أو كرة القدم داخل القاعة أو كرة القدم الشاطئية ومختلف القطاعات التي تكون الجامعة وصية عليها وبالتالي تدخل بصفة مباشرة مع المسؤولين عليها، واعتبر أن هذا الخلط الذي نمارسه خلال مراحل عديدة جعل مشاكلنا تتكرر حيث يتغير الأشخاص والأزمنة وتظل نفس المشاكل تتكرر، وألح “بدر الدين” على أنه لا يمكن بناء إستراتيجية ما على أنقاض هزيمة ولا بد أن يكون لنا روح التحمل والصبر، فبناء إستراتيجية واضحة المعالم والأهداف تفرض توفر الصبر والتأني وعند فشل هذه الإستراتيجية حينها نتحدث عن تغيير هذه الإستراتيجية بالاستفادة من الجوانب السلبية وتصحيح الأخطاء، وليس بالبحث عن حلول سهلة تتحدد دائما في إزالة الأشخاص أو إقالتهم أو رحيلهم، وقال الإدريسي: “اليوم مع سقوط المنتخب المغربي نملك كامل الحقوق في طرح مجموعة من التساؤلات حول هذه الجامعة: هل نجحت في تنفيذ أوراشها أم لم تنجح؟ كيف تعاملت مع المنتخب الوطني وهل هي قادرة على بناء رهانات قادمة أو بناء نجاح مستقبلي على ضوء هذا الإخفاق؟ هل المدرب غيريتس يصلح لأن يكون رجل المرحلة؟ وهل راتب غيريتس له ما يبرره على أرض الواقع؟، إن إقالة “الفهري” أأأو”غيريتس” عبارة عن حلول سهلة، وهي عملية مارسناها منذ سنوات خلت، ومن خلال رصد ميداني لمسار كرة القدم المغربي يمكنني القول أن المغرب يبني سياساته وإستراتيجيته على الهزائم وليس على الانتصارات، مادام هذه الإخفاقات دائما تتكرر فهذا يعني أننا ملزمين بتغيير السياسة والإستراتيجية ويجب أن يكون لنا طول نفس ونجلس على طاولة واحدة، فالآن أكبر ورش تشتغل عليه الجامعة هو ورش تأهيل كرة القدم الوطنية في أول سنة لها في التجربة الاحترافية”.
أكـــورا بريس / خديجة بـــراق/ الربــاط