أكورا تعيد نشر ما كتبته عن أنوزلا حتى لا يتوه: مفارقات “لكم” الانفصامية وسقوطها في لعبة “لهم” الشاردة

أحد قادة بريطانيا جاثيا على ركبتيه يسلم للملكة نص خطاب افتتاح الدورة البرلمانية ولم نسمع أن أحد الانفصاميين في بريطانيا احتج على هذا التقليد واعتبره حاطًّا بكرامة مواطني أعرق الديمقراطيات الغربية

في ثلاثية رمضانية نست “لكم” كل مشاكل “لكم”، و دخلت في أجندة “لهم” التي أصابتها انتكاسة منذ ما قبل 20 فبراير، لهم انْتَصَرَتْ  و لهم كَتَبَتْ و من أجلهم انتكست و لهم لا زالت تصارع طواحين الهواء بأسلحة بارت منذ زمان و أعلن صدؤها يوم فاتح يوليوز، عشية 20 فبراير راهن لهم على أشياء كثيرة و تعبأت بأقلامها المعلومة و المستترة من أجل تركيع المؤسسات و التاريخ كان و سيبقى شاهدا على الذين لفظهم الشعب و لم ينتصر لخيارهم و مع ذلك مارسوا سياسية الوصاية على الشعب الذي لم يكن قد قال كلمته بعد، فمن يعتبر نفسه خارج المؤسسات ليس له الحق في أن يحاسب الناس بطقوسهم التي يمارسون بها انتماءهم للمؤسسات، فمن اختار أن يعيش خارج البيت لا يجب أن يكون أول همه طقوس البيت، فالذين ساندوا الديكتاتوريات العربية من المحيط إلى الخليج و لا زالوا يساندون بقايا جبهة الصمود ضد شعوب بعض أقطار الديمقراطيات الشعبية فقدوا مشروعية الاهتمام بتفاصيل البروتوكول في الديمقراطيات الناشئة….

طارق القباج دافع عن حقه في تمثيل ساكنة أكادير في حفل الولاء بحمولته الرمزية و هذا حقه أما أن يتم تبخيس الحق و اختصاره في انحناءة فهذا يشكل قمة الانفصام، فالذي يدافع عن المطلق في ما هو كوني يجب أن يدافع عنه في كل مكان و في المقدمة تندوف التي لم تنبس لهم بأية كلمة منذ خلقها حول احترام حقوق البشر في رقعة بها أهلي و أهل لهم بل إن لهم تصاب بالخرس خارج حدود المغرب عندما يتعلق الأمر بأهلي و أهل لهم فوق تراب الجزائر و ممارسات قادة الجزائر، لهم لا تقدس إلا مملكة القديس سامبريرو و القادة الديمقراطيين حماة حقوق الإنسان في تندوف.

ليس مطلوبا من لهم أن تشارك في حفل الولاء و لا في طقوسه لأنها غير معنية به كما أنها لم تكن معنية بدستور المغاربة و اختارت أن تكون أداة لهم في لعبة غير ديمقراطية و غير شفافة صاحبها معروف و هو لا يحصد إلا الخيبات و النكسات و المخزن اختار أن يترك لكم لهم حتى يجربوا أسلحتهم بكاملها، فلكم عندما اختارت أن تكون لهم لم تفتح صفحاتها إلا لهم كبيرهم و صغيرهم و اليوم تصدر أحكام قيمة لفائدة الغائب الحاضر علها تنتشله من النسيان و البوار الذي طاله و طال لهم منذ بداية 20 فبراير، الشعب مصدر السلطات في عرف لهم لا زال لم ينضج لأنه لم ينزل للشوارع و ينتحر من أجل الأكاديميين و الأكاديميات الذين بارت تجارتهم في الغرب و كانوا يتصورون أن الشعب ينتصر للكراكيز الإعلامية التي تصنعها استوديوهات فرانس 24 أو غيرها.

الشعب لا ينتصر إلا للّذين يعيشون في كنفه و يتكلمون لغته بدون استعلاء و يحترمون إرادته، أن يُنعت الشعب بأنه غير ناضج هو شكل من أشكال انفصامية النخبة في المغرب تقول أنها ديمقراطية و تتعامل بديكتاتورية و بتسلط مع الشعب.

عندما كان الشعب مهموما بيومياته كانوا يقولون الشعب يريد و عندما قال الشعب كلمته قالوا الشعب أبله، فلماذا لا تستورد لكم لهم شعبا ناضجا يتفاعل مع إعلام الغرب الذي خلق جلبي في العراق و جلبيات أخرى في ليبيا و مصر لفظتها الشعوب حتى و هي تبحث لنفسها عن بديل….

جلبيات و أقلامهم و أقلام لهم لا تعني الشعب و لا تعني قواه و لا تعني مؤسساته فكل واحد معروف بما له و ما عليه و الذي لا يعرف تاريخ المغرب لا يعرف مدلول طقوسه في الولاء و البراء.

إمارة المؤمنين لن تسقط بحمولتها و دلالتها الرمزية و خيار المثاقفة لا يعكس إلا هوس الاستمناء الثقافي و اللوغو الرمضاني الخاوي، المغرب بلد إسلامي سره أنه واجه الخلافة العثمانية و الاستعمار الغربي على حد سواء و الانفصامية التي ترى المغرب بعيون غير مغربية تعتمد قطيعة إيستيمولوجية مع المتراكم من التطور التاريخي للمغرب و تنتصر لحضارة غير مغربية باعتبار أنها كونية تتنكر لبعض تفاصيل الموروث فالذي يرفض الإسلام كحمولة تاريخية تميزه عن تاريخ الغرب المسيحي هو تعبير عن مأزق الانتماء للمغرب بتاريخه.

مغربة حقوق الإنسان تعرف تعسفا غير مسبوق و المنظمات غير الحكومية التي احتكرت لنفسها تسويق الحقوق كما هي متعارف عليها عالميا فقدت مصداقيتها في الانتماء لحقوق الإنسان منذ زمان، إنهم نفس الأشخاص كل مرة يلبسون تنورة  للمتاجرة باسمها في المبادئ، هم أولا معارضون يخرجون للشارع باسم حركة ثم يعودون و يخلعون عباءة الحركة و يلبسون عباءة حقوق الإنسان لترسيم خلاصات الحركة المعارضة.

إن ماهية الحقوق و الدفاع عنها تفترض أن يكون الحقوقي على مسافة مع السياسي أيا كان موقع السياسي مواليا أو معارضا أما أن يلبس الحقوقي جبة المعارض و يستعمل التدليس في قراءة الواقع من موقع المعارض فهذا لا يعني المجتمع السياسي في شيء و أن يتحول الإعلامي إلى معارض و يتنازل أولا عن دوره الإعلامي إلى دور خادم السياسي البائر فهو قمة الانفصام الإعلامي و السياسي.

عندما يفقد الإعلامي همه الإعلامي و لا يحتكم للمبادئ الكلية في معالجة الأوضاع داخل و خارج المغرب بنفس الصرامة يفقد صدقيته لدى الرأي العام الحاكم و المحكوم و لا يكون لكلمته أي وقع و لا يتجاوز في تأثيرها ضربة سيف في الفراغ، للإنسان الحق في أن ينتصر لأخيه ظالما أو مظلوما و لكن في إطار الوضوح حتى يعرف الرأي العام من اختار أن يكون صوته لهم و حتى يكون لشعار لكم مدلوله لأن لكم كبيرة مبادؤها يجب أن تكون كبيرة أما أن تمارس استراتيجية لهم فلن تعيش إلا صغيرة.

الأكوري ناقر الفأرة الالكترونية

Read Previous

أكورا تعيد نشر ما كتبته عن أنوزلا حتى لا يتوه: حكاية الشاطر حسن وعلي ابن المقفع المدثر بفلوس الناس: الحقيقة العارية

Read Next

أكورا تعيد نشر ما كتبته عن أنوزلا حتى لا يتوه: زرقة اليمامة وَكَيْلُ الميزان بين وعود ليلى أوعشي وصنبور محمد طه في جيب “لكم”