انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن القارة الإفريقية
حميد شباط
صرح “حميد شباط” القيادي السياسي والنقابي الاستقلالي المرشح للأمانة العامة لحزب الميزان، أنه خُلق لأجل خلق الحدث ولأن يكون نموذجا لخلقه وللخرجات الإعلامية، مؤكدا أن ما راج حول تنحيه من سباق قيادة الحزب هي أخبار عارية من الصحة يجهل من يروجها، مضيفا في ذات الوقت أن ترشحه لمقعد الأمانة العامة لحزب الاستقلال ليس صراعا بين “الفاسيين” و”العروبية” بل هو صراع برامج لتنزيل مبدأ الديمقراطية الداخلية لأن زمن التوافقات انتهى بدون رجعة حسب وصفه.
أكورا بريس كان لها مع “حميد شباط” هذا اللقاء:
البعض يصفك بأنك رجل مشاغب وكتدير البلبلة والشغب ماشي السياسة ما قولك؟
أنا ماشي مشاغب أنا كنخلق الحدث ودائما غادي نبقى نخلق الحدث.. وأتمنى من كل السياسيين والنقابيين أن يخلقوا الحدث أولا لخلق نقاشات فعالة والنقاشات يجب أن تكون متنوعة، وهذا يظل في إطار الاجتهاد، فمن اجتهد وأصاب له أجران ومن اجتهد ولم يصب له أجر واحد، ولهذا إن لم نخلق الحدث ولم يتابعه الإعلاميون فماذا نقدم؟ هل سنقدم الصمت؟ الصمت لا يخدم أية قضية.
ولكن هناك قراءات تقول أن خرجاتك تكون فقط لأجل أن تظل محط اهتمام الإعلاميين؟
كما قلت أنا أخلق الحدث بشكل هادف، ثم أنا شخصيا أقدر الإعلام باعتباري “رجل إعلامي” سواء كمسؤول على موقع إلكتروني أو مدير لجريدة، وأنا دائما أقول أن الإعلام رقم أساسي في بناء دولة الحق والقانون وفي بناء الديمقراطية، إذن هذا الإعلام يحتاج إلى الحدث وبالتالي إن لم نقدم له هذا الحدث لكي تكون مواكبة وتجاذبا في الأفكار والرؤى فلا يمكن أن نقدم مغربا قويا، ومن أجل هذا خُلقت وسأظل كذلك نموذجا لخلق الحدث وللخرجات الإعلامية ويمكن القول أن هذه هي مكامن قوة “حميد شباط.”
ولكن أحيانا كانت خرجات لأهداف معينة منها محاكمة أبناؤك؟
أولا أبنائي ليسوا بقاصرين، ثانيا ليس اليوم فقط تُخلق مشاكل لأبنائي أو لي شخصيا، كما هو معلوم خلال إضراب 14 دجنبر حكم علي بالإعدام، ولم أحصل على بطاقتي الوطنية وأنا برلماني ورئيس جماعة إلا سنة 1999. لا بد من ضريبة للنضال يدفعها الشخص والأقارب وأنا أتحمل هذه الضريبة من أجل هذا الوطن وسأظل كذلك، وكل الملفات التي فبركت لأبنائي تم التغلب عليها اليوم، وظهرت الحقائق، ومفبركي هذه الملفات يهيئون إما لهذه المحطة أو لمحطات أخرى وهذه رسائل لشباط لكي يسكت ولكي يتراجع عن مواقفه، وبالنسبة لي سأظل وفيا لتقديم المعلومة لأن الشعب من حقه أن تصله المعلومة وهذه من إيجابياتي.
اتهمتَ ضلوع أسماء بعينها في تدبير ملفات أبنائك هل كانت لديك أدلة ملموسة؟
في البداية لم أتهم أحدا، لكن اتهامي جاء بعد أن حصلت على المحاضر ووجدت بها التناقض الخطير، مثلا بخصوص قضية ابني الأول “نوفل” الشخص الذي تحدث هو سجين منذ 2009 ويجيب القاضي: أنه تعامل مع “نوفل” طيلة سنة 2010 وهنا تطرح التساؤلات ألم يكن يعرف القاضي أن السجين يوجد وراء القضبان منذ 2009 فكيف له أن يتعامل مع “نوفل شباط” طيلة سنة 2010؟ وهل هذه الأحكام تتم في الظلام لذلك فهم لا يرون ماذا يكتبون؟ أما “نضال شباط” فتقريبا في 23 من يونيو الماضي توصل بالبطاقة الرمادية التي تحمل اسمه، في الوقت الذي جاء في المحضر أن السيارة أوراقها أصلية وخرجت من إيطاليا w من الشركة الأم في حين أن قاضي التحقيق يتهم “نضال” بالتزوير، فماذا زوّر “نضال” وكل الوثائق أصلية، هنا يتضح جليا أن هذا النوع من الملفات يكون لمرحلة معينة واستغلالها إعلاميا للتأثير على حميد شباط وعلى مزاجه ومحاولة ترهيبه وترهيب أبنائه، ولكن أحمد الله، أن لي أبناء مناضلين، فالابن الأول اعتقل وهو في سن العاشرة، زوجتي أيضا أول امرأة اعتقلت في 14 دجنبر 1990 وهي مناضلة ونقابية ونحن أسرة وهبت حياتها لأجل النضال ولأجل خلق عدالة اجتماعية في المغرب ومن هنا تأتي قوة شباط، والضربة التي لا تقتل تقوي وتحيي من جديد، وثقتي كبيرة في العدالة.
البعض يرى أن تكتل شباط ومن معه هو ناتج عن الصراع بين عائلة الفاسي وبين العروبية ومن تم ترشحك كان بهدف إسقاط عائلة الفاسي التي ارتبطت بالحزب منذ تأسيسه؟
هذا ليس صراعا بين العروبية والفاسيين، بل هو صراع البرامج، “حميد شباط” ترشح عن طريق برنامج اقتنع به مناضلو الحزب وهم الآن منكبين على الجزء الأول منه ونهيئ الجزء الثاني من البرنامج الذي سيكون موسعا وشاملا لجميع النقاط منها كيفية التعامل وكيفية إعادة هيكلة الحزب وجعله مؤسسة عوض حزب شخص أو عدة أشخاص وهذه كلها مسائل نناقشها مع المجلس الوطني الذين يقررون في مصير الحزب في المستقبل والحزب لا يخرج عن قوانين الديمقراطية الداخلية.
ثم أني لم أترشح لإسقاط أحد هذا كلام غير صحيح نهائيا، أنا ترشحت من أجل مبدأ الديمقراطية ولا يمكن أن تبقى الأحزاب في التوافقات بل حان الوقت لننتقل لعهد الديمقراطية الداخليه فكيف لنا أن نطالب بدولة ديمقراطية ولا نطبقها داخل أحزابنا أظن هذا متنافي مع مطالبنا.
عادل بنحمزة سبق وأن صرح أن شباط هو الشخص المناسب لمواجهة بن كيران هل تشاطره الرأي؟
“عادل بنحمزة” هو عضو اللجنة التنفيذية وأحد الشباب الفاعلين داخل حزب الاستقلال وعندما تحدث عن المواجهة فقد تحدث عن المواجهة بمفهومها الإيجابي، مواجهة بالعمل، بتقديم بدائل وتقوية العمل الحكومي لأن المرحلة دقيقة من تاريخ بلادنا. إذا علينا جميعا كمغاربة نساء ورجالا إنجاح هذه التجربة الحكومية لأن فشلها هو فشل للمغرب ككل وليس لحزب العدالة والتنمية أو لحزب الاستقلال.
وبرنامجنا فيه عدة نقاط أساسية مبنية على تقوية الأداء الحكومي عن طريق وزرائنا وباقي الوزراء حتى تكون مشاركة الحزب مشاركة فاعلة ووازنة ولأن للحزب تجربة طويلة في تدبير الشأن العام، والإخوة في العدالة والتنمية هذه تجربتهم الأولى لهذا سيكون التكامل الحقيقي ما بين حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية وبالتالي ستكون مواجهة لأجل الصالح العام وليست مواجهة بمعناها السلبي.
ماذا سيقدم حميد شباط إذا أصبح أمينا عاما لحزب الاستقلال؟
هناك من يقول أنه إذا قاد “شباط” حزب الاستقلال ستكون عقلية أخرى وطريقة أخرى، وربما سيقدم على اتخاذ مبادرات غريبة إضافة إلى خرجات شباط المعروفة، مثلا أنا أرى أن اللجنة التنفيذية للحزب لا يمكن أن يكون اجتماعها اجتماعا سريا، فما العيب في أن تحضر الصحافة أشغال اللجنة التحضيرية؟ فحتى لو كان هناك نقاشا حادا أو شجارا حتى ونقلته الصحافة، فتلك ظاهرة صحية أن يتم معالجة الموضوع من خلال طرح تلك النقاشات ومعالجتها وفي الأخير نجد الحلول، وأعتقد أن هنا تكمن قوة بلد ديمقراطي يؤمن بالتعددية وهذا هو الذي جعل المغرب استثناء داخل الحراك العربي لأن الاستثناء نابع من التعددية الحزبية والنقابية وفي تنوعنا وفي تنوع وذكاء مجتمعنا المدني، لكن هذا يتطلب منا المزيد من الاجتهاد والعمل لأجل وقف الاحتقان الاجتماعي وإيجاد السكن الملائم لم لا سكن له، وتفعيل بطاقة رميد لا نريد أن يكون كلام التلفزيون شيء وما يشعر به المواطن البسيط ويلمسه شيء آخر، بالتالي يمكن القول أن رصيد “حميد شباط “هو ثقة المواطن فيه وفي خرجاته.
البعض نقل على لسانك قولك:”أنا غير كنشط البطولة وفي آخر شوط غادي نخلي كلشي لعبد الواحد الفاسي” ما صحة هذه الأخبار؟
نهائيا لم أقل ذلك، هذه أخبار زائفة لا أدري من يروجها، لكن أقول للجميع أن “حميد شباط” متمسك للنهاية بترشيحه، أولا لإنجاح عملية أعتبرها أساسية وهي الديمقراطية الداخلية داخل الأحزاب السياسية وخصوصا حزب الاستقلال الذي كان دائما التوافق هو السائد داخله، اليوم هناك محطة جديدة، هناك حراك عربي، هناك أزمة مالية، الآن هناك شباب تواق إلى الديمقراطية، ولهذا نحن متمسكين بالديمقراطية الداخلية لأن فيها قوتنا وخارج الديمقراطية ستكون العواقب وخيمة.
أكــورا بريس/ حـــوار / خديجــة بـراق