حموشي يرأس وفد المملكة المغربية المشارك في الدورة 92 للجمعية العامة للأنتربول بإسكتلندا
يقول العلماء إن الصورة الموجودة في الجهة اليسرى تبين قاع مجرى مائي قديم على سطح المريخ. أما الصورة الموجودة على الجهة اليمنى فتبين عينة لصخرة من كوكب الأرض شكَّلها وصقلها الماء.
كشف مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” صورًا عن بقايا مجرى جدول مائي على سطح المريخ، مما يؤكد على وجود مياه كانت تجري بقوة في وقت ما على سطح الكوكب الأحمر.
ويعتقد العلماء، من واقع التنقيبات القديمة أن الكوكب الأحمر كان ذات يوم مقرًا لكميات هائلة من المياه ولكن الصور التي أرسلت للأرض هي الأولى التي تظهر صخورًا تشير إلى وجود حصى مجرى نهر قديم.
وقد تم إرسال هذه الصور بواسطة مسبار الفضاء كيوريوستي، الذي هبط على سطح المريخ قبل ثمانية أسابيع تقريبًا. ويهدف مختبر علوم المريخ – الذي هو عبارة عن معمل كيميائي في سيارة صغيرة ويضم مجموعة من الأجهزة العلمية – إلى البحث عن أدلة على وجود بيئة مناسبة للحياة على سطح الكوكب.
ويفيد العالم والباحث المشارك والأستاذ في جامعة بيركلي بولاية كاليفورنا وليم ديتريش أنه سبق وأن كتب العديد من البحوث والمقالات حول القنوات الموجودة على سطح المريخ وأرجعت وجود الجريان بها إلى كثير من الفرضيات. إلا أن هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها بأعيننا حصى جرفته مياه على سطح المريخ. هذه نقلة كبيرة، فكنا في طور تخمين حجم العناصر الموجودة في قاع المجرى، أما الآن فبإمكاننا ملاحظتها ملاحظةً مباشرة.”
وقد عرض ديتريش وغيره من العلماء المعنيين آخر المكتشفات خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمختبر الدفع النفاث في 27 أيلول/ سبتمبر .
وتكشف الصور التي التقطت بواسطة الكاميرات المثبتة على المسبار والمنقولة إلى مختبر الدفع النفاث عن وجود صخور تحتوي على كتل صخرية وأحجار. هذه المواد تشبه الصخور التي توجد عادةً على سطح الأرض.
وقالت ربيكا وليمز من معهد علوم الكواكب في ولاية أريزونا وهي تعمل كباحثة علمية بمشروع كيوريوسيتي “تدل أشكال الصخور على أنها منقولة من مكان إلى آخر، أما أحجام الصخور فتشير إلى أن هذا النقل لم يكن بفعل الرياح بل بفعل المياه.”
سمحت الآلات الموجودة على متن المركبة الجوالة كيوريوسيتي للفريق العلمي القائم على هذا المشروع بأن يفهم بشكل أفضل المواد التي تلصق الصخر المُكوَّم بعضه ببعض وهذا من شأنه كشف المزيد حول خصائص البيئة المائية التي كونته. قد يؤدي المزيد من التحليل إلى مزيد من المعلومات عن جيولوجية منطقة فوهة غيل وهو الموقع الذي هبط فيه المسبار.
اختار مخططو المشروع موقع الهبوط هذا اعتمادًا على دراسة مفصلة لكثير من الصور الأرضية التي جمعتها المركبات المدارية التي دارت حول المريخ منذ عقد التسعينات من القرن الماضي. أظهرت الصور المُلتقطة من الجو العديد من الميزات الجيولوجية التي جعلت العلماء يعتقدون أن المركبة الجوالة قد تجد أدلة عن تاريخ تطور المريخ من بيئة رطبة ساخنة الى بيئة باردة وجافة.
وجهة المركبة الفضائية الجوالة كيوريوسيتي هي جبل شارب الذي ينشأ من مركز مُنبسط الفوهة. العلماء واثقون من أن الصلصال ومعادن الكبريتات التي اكتشفتها المركبات المدارية يمكن أن تُشكل بيئة جيدة لحفظ المواد الكيميائية العضوية الكربونية الدالة على وجود حياة محتملة.
وفقاً لـ جون كروتزينغر من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا الذي يعمل خبيرًا بمشروع مختبر علوم المريخ، “قد تُمثل الجداول التي تجري لمسافات طويلة بيئة صالحة للحياة. إلا أنها ليست أفضل البيئات للحفاظ على المواد العضوية. ما زلنا في طريقنا إلى جبل شارب، ولكن نجاحنا في اكتشاف أول بيئة قابلة للحياة يمنحنا شيء من الطمأنينة.”
نظرًا لحجم الحصى الموجود في قاع المجرى القديم، توصل فريق العلماء من خلال حساباته إلى أن سرعة جريان المياه الذي حرك هذا الحصى كانت مترًا واحدًا في الثانية، وكان عُمقه يتراوح “بين ارتفاع الكاحل والورك” حسبما قال ديتريش.
هبط مختبر علوم المريخ على سطح المريخ في مهمة رئيسية مدتها عامين، وهو مُجهز بـ 10 معدات لجمع عينات وتحليل مواد السطح والبحث عن الظروف الملائمة للحياة الجرثومية.