استقبل الملك محمد السادس٬ اليوم الاثنين 29 أكتوبر الجاري بالقصر الملكي بالرباط٬ كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بقضية الصحراء .
وذكر بلاغ للديوان الملكي أن هذا الاستقبال الملكي جاء تبعا للمكالمة الهاتفية التي جرت بين الملك وبان كي مون في 25 غشت 2012، والتي أكد خلالها الأمين العام للأمم المتحدة أن وساطة منظمة الأمم المتحدة تتوخى إيجاد حل سياسي لهذا النزاع٬ مقبول من لدن الأطراف٬ مضيفا أن مبعوثه الشخصي سيضطلع ضمن الإطار المحدد من قبل مجلس الأمن الدولي٬ بمهمته المتعلقة بتقدم مسلسل التسوية والمساهمة في إقامة علاقات ثنائية منشودة مع الجزائر.
وأكد الملك لِرُوس أن المغرب٬ الذي ما فتئ يعبر عن التزامه بالقيم الكونية للسلام التي تدعو إليها الأمم المتحدة٬ يبقى ملتزما بالبحث عن حل لهذا النزاع المصطنع٬ على أسس سليمة ودائمة٬ وفي إطار المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع٬ الذي حظي بإشادة المجتمع الدولي كحل جاد وذي مصداقية.
وجدد الملك أيضا تشبث المغرب الدائم بإرساء علاقات أخوية ونموذجية مع الجزائر٬ تعد لبنة أساسية لبناء مغرب عربي موحد٬ في ظل مناخ إقليمي يشهد تطورا مستمرا٬ ويطبعه على الخصوص تنامي التهديدات الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء.
من جهته أكد روس أن مناقشاته مع الملك محمد السادس وبعض أعضاء الحكومة “قدمت مساهمة قيمة في البحث عن وسيلة ناجعة للمضي قدما في تسوية نزاع الصحراء”.
وأوضح روس في تصريح للصحافة، عقب استقباله من قبل الملك٬ أن زيارته للمغرب تأتي في إطار مواصلة المهمة التي كلفه بها الأمين العام للأمم المتحدة قبل ثلاث سنوات ونيف، و”الهادفة٬ وفق ما حددته قرارات مجلس الأمن المتتالية، إلى تسهيل المفاوضات المباشرة بين جميع الأطراف للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول “.
وأضاف روس أنه “رغم مضي أربع جولات من المفاوضات الرسمية تحت رعاية سلفه وتسع جولات من المحادثات غير الرسمية تحت رعايته شخصيا ٬ لم يتم إحراز أي تقدم يذكر نحو هذا الهدف”٬ مضيفا أن جولته الحالية في المنطقة تتوخى “المساهمة في تقييم السنوات الخمس الأخيرة من المفاوضات المباشرة والتماس الافكار حول أفضل السبل لإحراز تقدم حقيقي في عملية التفاوض، والنظر في تأثير التطورات الاخيرة في شمال إفريقيا والساحل على قضية الصحراء “.
وأكد المبعوث الشخصي للامين العام الاممي أنه “يريد شخصيا المساهمة في التوصل الى حل ينهي معاناة الأسر المشتتة منذ 37 سنة ٬ حل يجعل من الممكن إكمال بناء اتحاد المغرب العربي ٬ وحل يعزز الأمن و الاستقرار في شمال افريقيا والساحل .”
وقال روس أنه سينقل استنتاجاته إلى الامين العام للأمم المتحدة لدى عودته لنيويورك، كما سيقدم تقريرا لمجلس الأمن في أواخر شهر نونبر المقبل.
أكورا بريس/ و.م.ع