يجب التذكير أن إسبانيا فرضت التأشيرة على المغاربة سنة 1991، حينها لم يكن يفوق عدد المغاربة المتواجدين فوق الاراضي الإسبانية 16 ألف مغربي، ذلك أن أغلب المغاربة كانوا حينها يجعلون من مملكة خوان كارلوس نقطة عبور للوصول إلى دول مثل فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا، التي كانت تقدم فرص عمل أفضل. وبعد انخفاض فرص العمل بشمال أوروبا، شرع العديد من المغاربة في الاستقرار بإسبانيا خصوصا بمدن برشلونة ومدريد وفالنسيا، وبالتالي ارتفع عدد المغاربة بإسبانيا من 16 ألف سنة 1991 إلى 900 ألف سنة 2012، ليصبحوا بذلك أول جالية أجنبية تعيش بإسبانيا. غير أن تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بإسبانيا منذ سنة 2008، جعلت العديد من المغاربة يفقدون عملهم وعاد حوالي 150 ألفا منهم للاستقرار ببلدهم الاصلي. السؤال المطروح هو: هل سيسري مفعول مقتضيات هذه الاتفاقية على جميع المغاربة بغض النظر عن مستواهم الاجتماعي أم أنها ستُطبّق على الديبلوماسيين والطبقة ما فوق الطبقة المتوسطة، ذلك أن جملة ” passaporte de servicio” التي يمكن ترجمتها ب “جواز السفر الرسمي” تفتح الباب أمام العديد من التأويلات.
العديد من المغاربة عبّروا عن عدم تصديقهم لهذا الخبر وأكّدوا أن الاتفاق لن يسري على جميع المغاربة. وحده بلاغ رسمي من السلطات المغربية من شأنه أن يزيل اللبس عن هذا الغموض، إلا أنه ليس هناك أي بلاغ رسمي صادر عن وزارة الخارجية المغربية بهذا الشأن.
وفي انتظار ذلك، فإن أشهر شخصية فايبوكية بالمغرب “بوزبال” قد عبّر عن نيته في أن يكون أول المستفيدين من إلغاء التأشيرة عن المغاربة. من يدري؟ فقد يصبح اسمه “بوزبالوس” في يوم من الأيام.
أكورا بريس-نبيل حيدر