أصبح بوسع المغرب أخيرًا أن يستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم بعد عدة محاولات، لكن ترشيحه المشترك مع جاريه الشماليين إسبانيا والبرتغال أتاح للبلد الواقع أقصى شمال غرب أفريقيا الفرصة لأن يصبح ثاني دولة أفريقية تستضيف هذا الحدث العالمي بعد جنوب أفريقيا قبل 13 عامًا.
وعمت فرحة غامرة الأوساط الرسمية والشعبية المغربية، يوم الأربعاء الماضي، عندما زف الملك محمد السادس خبر قرار اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (الفيفا) باعتبار الملف المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال الترشيح الوحيد لاستضافة كأس العالم 2030، قبل أن يصدر الفيفا بيانًا تفصيليًّا يوضح أن دول أوروغواي والأرجنتين وباراغواي ستستضيف أولى مباريات هذه النسخة على ملاعبها ضمن الاحتفال بالذكرى المئوية للبطولة.
واستقبل ملك المغرب فوزي لقجع الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ورئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم وعينه رئيسًا لملف كأس العالم 2030.
وبهذه المناسبة أعرب الملك محمد السادس عن “الأمل والإرادة في أن يكون تنظيم هذه التظاهرة العالمية مدفوعًا بطموح قوي ينبني على مشروع قادر على ضمان النجاح الكبير لهذه الدورة”.
من جهة أخرى، أكد لقجع رئيس لجنة كأس العالم 2030 أن احتضان المغرب للبطولة مع إسبانيا والبرتغال يعتبر تتويجًا لمسار تنموي قاده عاهل البلاد بنظرة إستراتيجية منذ أكثر من عقدين.
وأضاف: “نحن مدعوون اليوم إلى مضاعفة كافة الجهود للمضي قدمًا من أجل تنظيم أفضل نسخة لكأس العالم في التاريخ”.
وأردف لقجع: “نحن عازمون جميعًا لترجمة هذا الطموح الملكي من أجل تنظيم أفضل حدث كروي عالمي”.
وتمنى لقجع في تصريح إذاعي أن يستضيف الملعب الكبير للدار البيضاء (سيتم تشييده في ضواحي العاصمة الاقتصادية بسعة تقارب 100 ألف مقعد) المباراة النهائية والتي توقع أن تكون نهاية استثنائية وهو ما أثار ردود فعل إسبانية حيث تفضل أن تحتضن مدريد هذا الحدث.
وسيكون الاجتماع القادم للجنة العليا الثلاثية المغربية الإسبانية البرتغالية المشتركة يوم 18 أكتوبر/ تشرين الأول بالرباط فرصة لتقديم ملف كأس العالم 2030 وبحث طريقة توزيع المباريات 101 المتبقية بعد أن يستضيف ثلاثي أمريكا الجنوبية ثلاث مباريات.
وتم تأكيد ست مدن مغربية لاستضافة مباريات كأس العالم 2030 وهي الرباط والدار البيضاء وطنجة ومراكش وأغادير وفاس وسيتم إضافة مدن أخرى تتمتع بدورها ببنية تحتية قوية من فنادق ومواصلات ومنشآت طبية بالإضافة للتنوع الجغرافي والملاعب الحديثة.
وهدمت السلطات ملعب مولاي عبد الله بالرباط وانطلقت عملية بناء ملعب جديد مغطى بالكامل مع رفع سعته لأكثر من 60 ألف مقعد إلى جانب بناء ملعب مجاور خاص بألعاب القوى، حيث جرى إزالة مضمار المنافسات من الملعب الرئيسي مما سمح بإضافة مدرج جديد.
في المقابل يخضع ملعب طنجة الكبير لعمليات إعادة تأهيل شاملة، كما ستخضع باقي الملاعب في مراكش وأغادير وفاس لنفس عمليات إعادة التأهيل، خاصة أن المغرب سيحتضن صيف 2025 كأس أمم أفريقيا قبل خمس سنوات من الحدث العالمي الكبير.
وانطلق المغرب في رحلة الترشيح لاستضافة كأس العالم مباشرة بعد أن أصبح منتخبه أول فريق أفريقي يتأهل للدور الثاني في كأس العالم في مكسيكو سيتي 1986، لكن الفيفا اختار الولايات المتحدة لاستضافة نسخة 1994 وتكرر المشهد نفسه في نسخة 1998 التي استضافتها فرنسا وبعد ثماني سنوات تنافس المغرب مرة أخرى لكن الحسم كان لصالح ألمانيا.
المصدر / إرم