انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن القارة الإفريقية
ضيع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون فرصة لتدارك موقف سياسي متشنج في العلاقة مع المغرب، ونسف تصريحات أطلقها قبل يوم لا أكثر عن استعداد بلاده لاحتضان منافسات أفريقية ودولية.
وبعد ساعات من الانتظار في مطار الرباط سلا استعدادا للسفر، لم يحصل لاعبو المنتخب المغربي على التصريح الجزائري للسفر والمشاركة في بطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين (شان) بالجزائر، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تأكيد على أن الجزائر لا تفكر في أي انفتاح على المغرب وترفض مساعي المغرب للحوار وفتح الحدود، والتي سبق أن عبر عنها العاهل المغربي الملك محمد السادس في أكثر من مناسبة.
وما إن مضت أربع وعشرون ساعة على تصريحات تبون المتعلقة بالاستعداد “لاستضافة مباريات وحتى بطولات دولية”، بحضور جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وباتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف)، حتى رسبت الجزائر في أول اختبار لها على هذا المستوى.
ويقول مراقبون إن الجزائر تخلط بين الرياضة والسياسة، وهذا عنصر لا يقبل به “فيفا” و”كاف”، وكلاهما يريد أن تجري المنافسات الرياضية بشكل آمن ومستقل عن أي أجندات سياسية.
وسبق أن تدخل “فيفا” لمعاقبة منتخبات وأندية محلية بسبب تدخل السلطة السياسية في اختيار المسؤولين، فكيف له أن يسكت عن توظيف السياسة لمنع منتخب من المشاركة في منافسات قارية كان هو بطلها في الدورتين السابقتين.
وأشار المراقبون إلى أن الجزائر فوتت فرصة مهمة لتجاوز مخلفات أزمة القمة العربية التي أظهرتها في صورة البلد المعرقل، على عكس الشعار الذي رفعته خلال قمة “لمّ الشمل”.
ولاقت الجزائر انتقادات واسعة بسبب الاستفزازات التي قابلت بها مجيء الوفد الدبلوماسي المغربي إلى القمة، والذي سعى لتأمين مشاركة العاهل المغربي، وهي مشاركة بدا أن دوائر عسكرية نافذة في السلطة الجزائرية ترفضها ولا تريد للجزائريين أن يسمعوا خطابا مغربيا يحث على الحوار والود والمصالحة ونسيان الماضي وعدم تحميل الناس مسؤولية الخلافات السياسية التي يفترض أن تُحَلّ بالحوار بين الدبلوماسيين.
وبَيَّن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة خلال القمة أن الملك محمد السادس أعرب عن نيته في زيارة الجزائر التي دعي إليها لحضور القمة العربية، لكن الوفد المغربي “لم يتلق أي تأكيد من الجانب الجزائري بواسطة القنوات المتاحة”، بعدما طلب توضيحات بشأن الترتيبات المقررة لاستقبال العاهل المغربي.
ورفضت الجزائر استقبال أي طائرة مغربية تحمل منتخب المحليين، وعرضت على وسطاء أن يتحول المنتخب المغربي إلى تونس ثم يأتي إلى الجزائر على متن طائرة تونسية، وهو عرض مثير للاستغراب في تظاهرة رياضية قارية تحظى بمتابعة “فيفا” و”كاف”.
وفي صباح الجمعة مكث لاعبو المغرب ساعات في مطار الرباط سلا منتظرين الموافقة على تحول طائرتهم إلى الجزائر، وقد وقف رئيسا “فيفا” و”كاف” على ذلك حين تحولا إلى الرباط للمشاركة في قرعة مونديال الأندية التي جرت الجمعة.
وأعرب فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم عن أسفه الشديد لعدم مشاركة منتخب بلاده في بطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين التي انطلقت في الجزائر الجمعة.
وقال لقجع للصحافيين في مطار الرباط سلا، بعد انتظار المنتخب المغربي منذ الصباح الباكر للحصول على تصريح من الجزائر من أجل إقلاع رحلة طيران تابعة للخطوط الجوية المغربية، “شيء مؤسف رياضيّا أن يُحرم فريق وطني مغربي من الدفاع عن آخر لقبين للبطولة” بعد استعداد للمشاركة دام ستة أشهر.
وأضاف “من المؤسف جدا أن نظل اليوم في المطار عدة ساعات في انتظار الترخيص كي يذهب الفريق إلى المشاركة في بطولة أفريقية شارك في تصفياتها”.
وذهب رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم إلى مطار الرباط سلا لاستقبال رئيس الاتحاد الدولي ورئيس الاتحاد الأفريقي اللذين قدِما للمشاركة في سحب قرعة بطولة كأس العالم للأندية التي سيستضيفها المغرب الشهر المقبل. وأكد بيان للاتحاد المغربي الخميس “ضرورة سفر المنتخب الوطني إلى الجزائر على متن الخطوط الملكية المغربية في رحلة مباشرة إلى مدينة قسنطينة الجزائرية”.
وتقدم الاتحاد المغربي في 22 ديسمبر الماضي بطلب لـ”كاف” من أجل الحصول على ترخيص لرحلة جوية عبر الخطوط الملكية المغربية من الرباط إلى قسنطينة وتم قبول الطلب من حيث المبدأ.
وفي أغسطس (غشت) 2021 قطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب بسبب ما أسمته “حملة عدائية متواصلة ضدها”، وهو ما وصفه المغرب بأنه اتهام زائف وعبثي، كما لم يتم تجديد عقد خط أنابيب الغاز المار عبر أراضيه وصولا إلى إسبانيا. وسارعت الجزائر قبل ذلك إلى إغلاق مجالها الجوي مع المغرب بعد أن اتهمته بالقيام بـ”الاستفزاز والممارسات العدائية”.