كيغالي – أكد المحلل السياسي والأستاذ الجامعي الرواندي ، إسماعيل بوشانان ، أن المحادثات الهاتفية بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز ، تعكس إرادة مشتركة لإرساء ” شراكة استراتيجية مستدامة ” بين المغرب وإسبانيا.
وقال ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إن ” الرباط ومدريد تُبديان ، اليوم ، إرادة مشتركة لإرساء شراكة استراتيجية مستدامة تكون في مستوى التاريخ المشترك وانتظارات وطموحات الدولتين العريقتين “.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة رواندا ، والملم بقضايا المغرب العربي ، أن ” المؤهلات الجيو – سياسية والجيو – استراتيجية للمغرب متكاملة مع تلك التي لدى الجارة إسبانيا التي تستفيد من موقع متقدم على الضفة الشمالية المتوسطية لأوروبا “.
وأبرز أن البلدين الجارين ، وإدراكا منهما للرهانات والتحديات التي تواجهها المنطقة ، عازمين، أكثر من أي وقت مضى ، على تعميق تعاونهما لضمان الأمن والاستقرار بحوض المتوسط ، لاسيما من خلال محاربة الارهاب ، والتنسيق في تدبير تدفقات الهجرة ، وتعزيز المبادلات التجارية والاقتصادية .
من جهة أخرى ، أشار المحلل السياسي، إلى أن مدريد ترى في المغرب قطبا للاستقرار بالمنطقة، ورائدا إقليميا وازنا قادر على التكيف مع المتغيرات الجيو – استراتيجية، والدفاع عن مصالحه ومصالح شركائه .
وأضاف أنه ” على غرار قوى عالمية كالولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وكذا ألمانيا ، فهمت إسبانيا أخيرا أن المغرب يعمل كفاعل عقلاني يختار خياراته الدبلوماسية وفقا لأهداف محددة تتماشى مع مصالحه الوطنية “.
وذكر الأستاذ الجامعي الرواندي ، من جانب آخر ، بأن المملكة عززت خلال السنوات الأخيرة موقعها كبوابة نحو القارة الإفريقية وذلك بفضل المزج بين الاستثمارات والدبلوماسية الفاعلة ، مشيرا إلى أن المغرب يعد اليوم أحد المستثمرين الدوليين الرئيسيين في إفريقيا بحجم استثمارات أجنبية مباشرة تفوق 4 مليار دولار .
وفي معرض تطرقه لموقف إسبانيا الجديد إزاء المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء المغربية ، أكد الأستاذ بوشانان، أن الأمر يتعلق بانعطافة رئيسية تعكس الاعتراف المتنامي للمنتظم الدولي بعدالة حقوق المغرب على صحرائه.
وأضاف أن ” الأمر يتعلق بمرحلة رئيسية في مسار تسوية هذا النزاع الإقليمي الذي يهدد السلم والاستقرار في أوروبا وإفريقيا على حد سواء “.
وأجرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، يوم الخميس ، محادثات هاتفية مع رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز ، جدد خلالها جلالة الملك التعبير عن تقديره الكبير لمضمون الرسالة التي وجهها إليه ، في 14 مارس ، رئيس الحكومة الإسبانية.