فيديو: التسجيل الكامل للخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ال49 للمسيرة الخضراء
مدريد – بإرادة حازمة وعزم راسخ على المضي قدما نحو المستقبل، يختط المغرب وإسبانيا مسارهما لوضع أسس علاقة متجددة، ترقى إلى الروابط التاريخية والمصالح المشتركة التي توحد المملكتين.
دولتان جارتان وصديقتان طورتا شراكة استراتيجية راسخة وأقامتا علاقات إنسانية وثقافية واقتصادية عميقة تجعل المغرب وإسبانيا يتطلعان إلى المستقبل بطموح وثقة لبناء مرحلة جديدة، تقوم على الاحترام المتبادل والتشاور الدائم والتعاون الصادق والوفي.
ويتوافق هذا النهج الجديد مع روح خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 20 غشت 2021، كما يستجيب لدعوة جلالة الملك لتدشين مرحلة غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين.
وإدراكا منهما لأهمية المصالح المشتركة والفرص الواعدة والمتزايدة لإعطاء دفعة جديدة لعلاقتهما الراسخة، فإن الرباط ومدريد عازمتان على الاستفادة من إمكاناتهما الهائلة لبناء علاقة القرن الـ 21 والاستجابة للتحديات المشتركة من حيث الاستقرار والتنمية المستدامة والازدهار والتقدم.
فبالنسبة لإسبانيا، يعد المغرب “الجار والصديق. تتقاسم الدولتان تاريخا مشتركا وروابط إنسانية واتفاقيات وعلاقات أفرزت مصالح مشتركة مع توالي السنوات.
ووفقا لرئاسة الحكومة الإسبانية، فإن “المغرب هو أيضا شريك استراتيجي لا غنى عنه لإسبانيا وللاتحاد الأوروبي في العديد من المجالات، من قبيل تدبير تدفقات الهجرة ومكافحة الإرهاب والعلاقات الاقتصادية والتجارية وغيرها”.
وبالفعل، تعتبر إسبانيا العلاقات مع المغرب “قضية دولة”. وفي سياق متصل، تواصل الحكومة الإسبانية، بقيادة السيد بيدرو سانشيز، التأكيد على “رغبتها الراسخة في تجديد وتعميق العلاقة المتميزة بين إسبانيا والمغرب، بروح من التعاون الوثيق”.
وتتوخى خارطة الطريق الجديدة بين البلدين، والتي سيتم تفعيل إجراءاتها الملموسة التي تشمل كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، بناء علاقات تتوافق مع دولتين جارتين تحظيان بأهمية استراتيجية في مجالات التحكم في تدفقات الهجرة والعلاقات الاقتصادية والتجارية ومكافحة الإرهاب.
ويتمثل الهدف في إرساء روابط ثنائية تقوم على أسس متينة للحفاظ على علاقات حسن الجوار وتحصينها. وفي هذا الصدد، أكدت الحكومة الإسبانية، في مناسبات عدة، أن الحفاظ على علاقات جيدة مع المغرب يشكل “مسؤولية أساسية” لأي حكومة بغض النظر عن توجهها السياسي.
وكان السيد بيدرو سانشيز، قد أكد أمام كافة الكتل البرلمانية في جلسة عمومية لمجلس النواب الإسباني، يوم الأربعاء الماضي، أن العلاقات مع المغرب “جار وشريك استراتيجي”، تشكل “قضية دولة تتطلب سياسة دولة”.
وشدد على أن “الحكومة عازمة بقوة على تدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، بخارطة طريق واضحة وطموحة”، مؤكدا أن المغرب “جار وشريك استراتيجي لا محيد عنه” لإسبانيا وللاتحاد الأوروبي.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد أجرى أمس الخميس، محادثات هاتفية مع رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز. وخلال هذه المحادثات، جدد جلالة الملك التعبير عن تقديره الكبير لمضمون الرسالة التي وجهها إليه، في 14 مارس، رئيس الحكومة الإسبانية.
وهكذا، يدشن عهد جديد بين المغرب وإسبانيا، ويفتتح، على مصراعيه، أفق للتعاون من أجل بناء مستقبل واعد.