سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
باريس – أكد كريستيان كامبون، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية-المغربية بمجلس الشيوخ، الاثنين، أن موقف إسبانيا الجديد الذي يعترف بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء على أنها “الأساس الأكثر جدية، واقعية ومصداقية” لحل هذا النزاع، يعد “خطوة كبرى” تمكن من تبديد “الغيوم” بين البلدين، والتي كانت “تعرقل التعاون بين أوروبا والمغرب”.
وقال السيد كامبون، وهو أيضا رئيس لجنة الشؤون الخارجية، الدفاع والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “أنا سعيد جدا باتخاذ الحكومة الإسبانية قرار الاعتراف بهذا المخطط، بالنظر إلى أن ذلك يعيد للعلاقة المغربية-الإسبانية كل الأهمية التي ينبغي أن تحظى بها. ينبغي على بلدين قريبين من بعضهما البعض ربط علاقات هادئة وسلمية، ما يعد أمرا مفيدا للغاية بالنسبة للسلام في الحوض المتوسطي”.
وأشار السيد كامبون إلى أنه “في هذه الأوقات العصيبة والصعوبات العالمية، نحن في حاجة إلى الكثير من التضامن مع المغرب، البلد الصديق”، مسجلا “بارتياح كبير” هذا التطور في موقف مدريد بخصوص موضوع الصحراء المغربية.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ الذي سيقوم بزيارة رسمية إلى المغرب ابتداء من يوم الأربعاء، بدعوة من نظيره المغربي، أن كل دولة تعترف بمزايا مخطط الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب من أجل تسوية الخلاف حول الصحراء المغربية “تضع لبنة إيجابية في صرح السلام”.
وبعد تذكيره بموقف فرنسا “التي طالما دعمت” مخطط الحكم الذاتي من أجل حل عادل ومتفاوض بشأنه تحت رعاية الأمم المتحدة، قال السيد كامبون إن الحكم الذاتي الموسع الذي تقدم به المغرب “كفيل بتقديم حل لهذا النزاع المنهك للغاية”.
وتابع “علينا أن نحاول الخروج من هذه الصعوبة والعودة إلى وضع معقول. الأمم المتحدة موجودة لمحاولة إيجاد هذا الحل، لكن كل دولة تدرك مزايا مخطط الحكم الذاتي تضع لبنة إيجابية في صرح السلام”.
وبحسب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الفرنسية- المغربية في مجلس الشيوخ، فإن تسوية الخلاف حول الصحراء المغربية من شأنه “المساهمة في السلام والاستقرار”، لاسيما في منطقة الساحل، المنطقة التي لا تزال مهددة بالإرهاب والجماعات المسلحة، والتي تشكل “مصدر قلق حقيقي لفرنسا وأوروبا بشكل عام”.
وقال عضو مجلس الشيوخ الفرنسي “أعتقد أن هذه إشارة قوية من إسبانيا”، معتبرا أن هذا سيسمح لـ “فرنسا وإسبانيا بالتعاون معا من أجل حل عادل ومتفاوض بشأنه يؤدي إلى السلام وإلى حل الحكم الذاتي الذي يعتبر حلا معقولا”.
من جهة أخرى، سلط السيد كامبون الذي زار الصحراء المغربية عدة مرات، الضوء على زخم التنمية الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمملكة، مؤكدا على “العمل الهائل الذي أنجزه المغرب، سواء تعلق الأمر بالمؤسسات التعليمية، المستشفيات، موانئ صيد الأسماك، المطارات، محطات تحلية المياه والفلاحة المعقلنة، وكل هذا من أجل تنمية الساكنة”.
وخلص إلى القول “أعتقد أن التنمية هي أفضل مساعدة وأفضل حصن ضد مكافحة أعمال زعزعة الاستقرار، لأنها تتيح للناس أن يعيشوا حياة كريمة وطبيعية، وهذا ما سيسمح به الحكم الذاتي”.