عبد الحفيط بوبكري الفجيجي/ ناشط جمعوي ومن المتضررين
“تمخض الجبل فولد فأرا”، هذا هو حال الحل الذي تقدمت به السلطات المغربية لـ “مساعدة” متضرري الضيعات الفلاحية التي أصبحت بقدرة قادر تحت السيادة الجزائرية.
فبعد أن انتفض الشارع الفجيجي ضد “الحكرة” التي طالت أهل فكيك من طرف السلطات الجزائرية التي طالبت بأراضيها وفق اتفاقية ترسيم الحدود ومن طرف السلطات المغربية التي لم تخبر أهل فكيك بحقيقة مخرجات الاتفاقية المذكورة ولم تحمي المزارعين من بطش حكام الجزائر، كان الكل يتوقع أن تتدخل السلطات المغربية وتتحمل مسؤوليتها التاريخية والقانونية لتقديم تعويض لأهل فكيك ومنهم مزارعي الضيعات المعنية سواء المستثمرين أو غيرهم.
لكن ماجاء في اجتماع رسمي بمقر ولاية جهة الشرق يوم 10 ماي المنصرم خيب الكثير من الأمال حيث تقدمت السلطات المغربية بعرض لم يرق إلى طموحات كل المتضررين وذوي الحقوق بالجماعة السلالية لأولاد سليمان رغم أن السلطات حاولت أن تقدم العرض بأرقام تسلب الأنظار، وبصور لمشروع مندمج في أرض مساحتها 200 هكتار تسر الناظرين.
مع الأسف التهمت الطعم بعض المنابر الإعلامية وراحت تطبل وتصفق لهذا العرض مع الجهل التام للكثير من الخلفيات والتفاصيل والتبعات التي ستنجم عن هذا العرض المخيب للامال في نظر أغلبية أهل فكيك والذي لم يتم حوله اي تشاور جدي ومسؤول بين جميع المتضررين والمجلس النيابي كوسيط والسلطات المعنية كجهة مانحة او عارضة.
اما عن الارض المقترحة لاحداث مشروع مندمج بمساحة 200هكتار ليستفيد منها المتضررون من فلاحي واحة البور بالعرجة المسلوبة فليعلم كل من يهمه الامر ان هذه الارض سلالية وملك لجزء من اولاد سليمان سواء كانوا متضررين ام لا وهو ما سيخلق اشكالا اخر في استفادة البعض دون الاخر من هذا المشروع غير واضح المعالم لحد الان.
فليعلم كل من يهمه الامر ان هذه الارض سلالية والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق هو: لماذا لا تبحث الدولة في صيغة توافقية لتقديم اعانة مالية ولو جزافية الى متضرري فلاحي البور بالعرجة ايضا على مستوى الاسر كما قامت به مؤخرا مع متضرري قبائل لعمور من إنشاء سدي الصفيصف والركيزة بضواحي فجيج.
ثم من جهة اخرى ماذا عن تعويض ساكنة فجيج بصفة عامة عن مجال حيوي (ارض العرجة) التي تعتبر مورد رزق للعديد من الفئات المباشرة والموسمية والتي ستتعرض من الان الى العطالة والمزيد من الفقر والهشاشة!؟
فكيك تستحق مخططا استثنائيا يخرجها من دائرة الإقصاء والتهميش، تأخذ به حقها من المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
فكيك المواطنة مازالت تنتظر التفاتة استثنائية ترد لها الإعتبار وتقويها لشد أزرها في صمودها ضد مؤامرات الجزائر.