وصف ممثلو وكالات أممية توجد مقراتها في المغرب تصدي المملكة لجائحة كوفيد-19 ب”النموذجية”.
وأكدوا أن المغرب،بفضل تدبيره الناجع للأزمة الصحية وتداعياتها السوسيو-اقتصادية، يشكل نموذجا يحتذى به في العالم، مسلطين الضوء على مختلف الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية لمكافحة انتشار الفيروس، والتخفيف من تداعيات التدابير التقييدية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
وفي هذا السياق، أشارت ممثلة منظمة الصحة العالمية بالمغرب، مريم بكدلي، إلى أن المملكة تعتبر “نموذجا في العالم” من حيث التصدي للجائحة، وذلك بفضل الإجراءات التي تم وضعها لتقديم استجابة سوسيو-اقتصادية، طبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضحت السيدة بكدلي في تصريح لقناة الأخبار المغربية (M24)، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تصدي المغرب للأزمة الناجمة عن جائحة كوفيد-19 كان فعالا وحازما وقويا منذ الوهلة الأولى، مسجلة أن المملكة جعلت من الأزمة الصحية فرصة لتعزيز منظومتها الصحية من خلال الرفع من عدد أسِرة الإنعاش وتكوين العاملين بالمستشفيات.
ونوهت المسؤولة الأممية “بروح التضامن التي تحلى بها المغرب الذي حرص على تقديم المساعدة لباقي الدول الإفريقية من أجل التزود بالتجهيزات والمعدات “، مسلطة الضوء على حملة التلقيح الوطنية، التي اعتبرتها “نموذجية” بفضل مقاربة استباقية وتعبئة غير مسبوقة للموارد البشرية والخدمات اللوجستية وتواصل فعال.
من جانبها، أشادت المنسقة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في المغرب، سيلفيا لوبيز إيكرا، بتدبير المغرب الاستثنائي والنموذجي للأزمة الصحية، “الذي تم التنويه به على المستوى الدولي”،متوقفة عند تعبئة القطاع الصناعي المغربي الذي مكن من إنتاج الكمامات الواقية ومعدات الحماية والمطهرات بكميات كافية.
وأشارت السيدة إيكرا إلى أن الطاقة الاستيعابية لأقسام الإنعاش تضاعفت بنسبة 83 في المائة في وقت وجيز، مبرزة أيضا المقاربة الاستباقية للمغرب في حملة التلقيح ضد كوفيد-19.
وقالت المسؤولة الأممية إن “قدرة المغرب على الحصول على الكميات اللازمة من اللقاح وتنفيذ حملة تلقيح تضعه ضمن المراكز العشرة الأولى في العالم والمرتبة الأولى على المستوى الإفريقي، هي أيضا دلائل واضحة على القدرة التدبيرية للبلد”، مسجلة أنه في سياق هذا “التدبير الاستثنائي”، واكبت منظومة الأمم المتحدة شركائها المؤسساتيين في الاستجابة للأولويات الوطنية كما حددتها الحكومة المغربية، في المجال الصحي و الاجتماعي والاقتصادي.
بدوره، نوه ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، لويس مورا، بكون المغرب وضع العنصر البشري في صلب استجابته للأزمة الصحية، واصفا تدبير الأزمة الصحية من طرف السلطات المغربية بأنها “إيجابية للغاية”.
وأوضح السيد مورا في تصريح مماثل، أن المملكة وضعت آليات ناجعة لحماية الفئات المتأثرة بإجراءات مكافحة الجائحة، مشيرا في هذا الصدد إلى إحداث صندوق محمد السادس للاستثمار الذي شكل “مبادرة مبتكرة على المستوى الإقليمي”.
وفي نفس السياق، نوهت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالمغرب، آنا فونسيكا، بالمقاربة الشاملة للمملكة التي أدمجت المهاجرين والمقيمين الأجانب في جميع الخطوات التي تم اتخاذها على المستويين الصحي والإنساني.
وأكدت السيدة فونسيكا، أن المنظمة الدولية للهجرة ستواكب جهود وكالات الأمم المتحدة الأخرى وستدعم حملة التلقيح التي يقودها المغرب وكذا جميع الجهود التي يبذلها، معتبرة أنه “من المهم للغاية مواصلة هذه المقاربة الشاملة لإدماج المهاجرين الذين هم بحاجة أيضا إلى اللقاح أسوة بباقي المواطنين”.
من جانبها، أكدت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، جيوفانا باربيريس، أن المغرب تصدى بشكل سريع وناجع للتحديات المرتبطة بأزمة كوفيد-19 وانعكاساتها السوسيو-اقتصادية، مشيرة إلى أن تدبير المملكة للأزمة “كان محط إشادة في جميع أنحاء العالم”.
وأضافت السيدة باربيريس أن المغرب استبق كذلك أزمة سوسيو-اقتصادية من خلال وضع تدابير اجتماعية لفائدة السكان الأكثر ضعفا، مسجلة أن مساهمة منظومة الأمم المتحدة ارتبطت بقطاعات محددة، لا سيما الصحة والتعليم وحماية الفئات الأكثر هشاشة.
(و م ع)