ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
أكورا بريس – عادل الكرموسي
“للي بغاها كلها كيخليها كلها”، و “ماشي غير إما محبوكة وإما متروكة” بهذا الأمثلة الشعبية المغربية، فضل أن يرد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، اليوم في البرلمان، على بعض التساؤلات التي توصل بها، وتروج على ألسنة المواطنات والمواطنون، وتتحدث عن مبررات حظر التنقل ما بين الثامنة ليلا والسادسة صباحا، في شهر رمضان، وهل كورونا لا تنتشر إلا ليلا؟، ليجيب بأن قرار حظر التجول ليلا ليس جديدا، وإنما هو استمرار للتدابير الاحترازية المعمول بها منذ شهور، ومعمول بها في عدد من الدول، ومن الضروري الاستمرار فيها بالنظر لتطور الوضعية الوبائية.
قبل أن يوضح أيضا أن قرار الحكومة باستمرار العمل بهذه التدابير خلال شهر رمضان، أملته بعض خصوصيات العادات الفردية والجماعية خلال هذا الشهر الفضيل، إذ تتميز لياليه على الخصوص، بحركية كبيرة وبكثرة التجمعات العائلية والاجتماعية، التي يتم عدد منها في أماكن مغلقة ولمدد طويلة، مع صعوبة احترام الاحترازات الفردية وشروط التباعد الجسدي فيها.
وقد استثنت الحكومة الفترة النهارية من حظر التنقل، واكتفت بإقرار الحظر في الفترة الليلية فقط، حتى لا تتوقف الحياة الاقتصادية والمجتمعية بشكل كامل، وحتى يتسنى للمواطنين استئناف حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والدراسية والمهنية خلال النهار، كما كانوا عليه منذ بضعة أشهر.
وبطبيعة الحال، فإن ذلك لا يعني أن خطر انتشار العدوى غير وارد خلال النهار، ونحن واعون بذلك. فحظر التنقل في الليل يشدد العثماني، “يروم التقليل من التنقل والتجمعات، وبالتالي، من فرص انتقال العدوى، حتى لا تنضاف هذه الفرص إلى تلك المتاحة خلال النهار، وكما تقول القاعدة المشهورة “ما لا يدرك كله، لا يترك كله”، أو كما يقول المثل الدارج “للي بغاها كلها كيخليها كلها” أو ماشي غير إما محبوكة وإما متروكة”.
لذلك فإن حظر التنقل الليلي، يؤكد رئيس الحكومة، “لابد أن تستمر معه اليقظة من لدن الجميع، بالليل وبالنهار. ونعول في ذلك على وعي المواطنين والتزامهم بمواصلة احترام التدابير الاحترازية الفردية والجماعية في جميع الأوقات والحالات”.