حموشي يرأس وفد المملكة المغربية المشارك في الدورة 92 للجمعية العامة للأنتربول بإسكتلندا
طانطان – رحلة البحث عن قصيدة على مقاس حلمه، دفعت ابن مدينة طانطان، عمر الراجي، الى أن يشد الرحال، حاملا ما جادت يه قريحته لسنوات وهو يغازل الكلمات، الى “مسابقة أمير الشعراء” في نسختها التاسعة بأبوظبي، فاستطاع أن يكون أول المتأهلين الى المرحلة الثانية، وأحد أبرز المنافسين على الفوز بها (يتنافس اليوم الثلاثاء مع أربع شعراء على ما بعد المرحلة الثانية).
“الطريق إلى أمير الشعراء سيَّجه الحلم و لم يكن سهلا، لقد كان الصبر السمة المميزة لهذا المسلك”، هكذا باح عمر الراجي لوكالة المغرب العربي للأنباء (حوار عن بعد)، هي كلمات نابعة من شاب آمن بقدراته الشعرية، فكان الصبر و حلم الوصول الهاجس الوحيد من أجل تحقيق المبتغى، و الجلوس، جنبا الى جنب مع شعراء شباب من جميع الأضقاع، في أضخم مسابقة للشعر العربي بالعالم، تذكر، الى حد كبير، بعكاظ، و مجنة وذي المجاز.
من “أمير الشعراء”، التي تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، ومن على خشبة مسرح شاطئ الراحة، أطل عمر الراجي إذن على جمهور عريض تواق للقصيدة.. الراجي شاب عصامي ترعرع بين أزقة الحي الجديد بطانطان، وبها تنفس القصيد من أوراق شعراء المنطقة الفطاحل، ونهل من عذب الكلمات ودفئها، كما دفء مدينته طانطان، وتماهى مع رمزية اللغة، فوقف على سر القوافي، وحقيقة المجاز و قدرة الإبداع على “صنع” الفارق في المجتمع.
” فصول من الأوهام أطوي ماءها، وألقي مناديل الخريف وراءها، أرى في عيون الليل حزناً مكثفاً، وشرفة ضوء تستبيح عراءها”، هي مطلع إحدى قصائد الراجي الموسومة ب “أمنية للشّمع” التي هزت ذات مساء مسرح شاطئ الراحة.
هذه القصيدة انتزعت إشادة لجنة تحكيم هذه المسابقة التلفزيونية، واصفة شعره بأنه “دقيق ومعبر، ويحمل لوحات وصور تعبيرية جميلة”.
عن تأهله للمرحلة الثانية من المسابقة (يوم ثاني فبراير الماضي)، يقول الراجي للوكالة، إن ملاحظات لجنة التحكيم لم تكن اعتباطية، فلحظة التأهل “كانت غامرة بالدفء، و كانت وسام فخر للقصيدة التي كتبتها بماء المحبة وألقيتها بصوت قلبي”.
المسابقة، يبرز الراجي “مشجعة لكونها تخلق متنفسا شعريا”، كما تسمح بالتعريف بتجربة المشاركين لدى النقاد والقراء، وهو بكل ثقة يؤكد “أنا جاهز جماليا لأي مرحلة ما دمت أكتب”.
كأنه يكتب بورتريه شخصي، مثلما يفعل في الشعر، في الحديث أيضا، “سأعود إلى مدينتي، بالشعر كما ذهبت”، هكذا، وبكل ثقة، تتساقط كلماته رطبا ويزداد توهجا باحثا لنفسه عن مكان في نهائيات ” أمير الشعراء” ممتطيا صهوة حصان الشعر، في طريقه إلى “خاتم الإمارة”، لتتويج طانطان، والمغرب ككل طبعا، الذي يسكنه عشقه.
وبما أن الشاعر ابن بيئته بامتياز، لم يفت الراجي التأكيد على أن “تمثيل الشاعر، هو أولا لتجربته الشعرية و الإنسانية، و لكن الشاعر بالطبع هو إبن بيئته، لذا فمن المهم أن يكون وجود الشاعر في أي محفل للجمال عاملا إيجابيا و فرصة لتمثيل هذه البيئة بكثير من الألق و التميز”.
وكانت أولى حلقات برنامج “أمير الشعراء ” الذي تنظمه وتنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، شهدت تأهل الشاعر المغربي عمر الراجي الى المرحلة الثانية من المسابقة بقرار لجنة التحكيم.
وتعرف المسابقة، التي تبث مباشرة كل مساء ثلاثاء عبر قناتي ” بينونة ” و” الإمارات ” مشاركة 20 شاعرا من الامارات وبلدان عربية وكذا من افريقيا وأمريكا.
تجدر الإشارة إلى أن الفائز بلقب ” أمير الشعراء” سيحصل على بردة الشعر وخاتم الإمارة إلى جانب جائزة نقدية قيمتها مليون درهم إماراتي فيما ينال صاحب المركز الثاني 500 ألف درهم أما صاحب المركز الثالث فيحصل على 300 ألف درهم على أن تمنح جائزة بقيمة 200 ألف درهم لصاحب المركز الرابع، و100 ألف درهم للفائز بالمركز الخامس، و50 ألف درهم للفائز بالمركز السادس.
(و م ع)