الملك محمد السادس يوجه خطابا إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال49 للمسيرة الخضراء
يرى علماء أن المرض الناشئ عن هذا الفيروس المتحور لا يمكن تمييزه عن الأعراض التي تسببها أشكال كورونا الأخرى.
ثار الظهور المفاجئ والقوي للسلالة الجديدة من كورونا في جنوب شرقي إنجلترا موجة قلق على مستوى العالم، بعد ما قال بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، إن الفيروس المتحور أكثر سرعة في تفشيه بين الناس بنسبة تصل إلى 70 في المئة مقارنة بالنسخة الأصلية المسببة للمرض.
نتيجة لذلك، فرضت دول أوروبية عدة قيود على الرحلات إلى المملكة المتحدة، الأحد الماضي، وفي اليوم التالي حذت حذوها عشرات الدول الأخرى، من بينها الهند والكويت والبيرو.
أما قرار فرنسا بإيقاف عمليات الشحن الوافدة عبر نفق القنال لمدة يومين على الأقل، فقد وضع بريطانيا أمام أكبر تحد، حيث عبرت العديد من الشركات عن مخاوفها من أن البلاد ربما تواجه نقصاً في الإمدادات الغذائية.
من دون شك، أدى الشكل الجديد المتحور من “كوفيد- 19” إلى اضطرابات كثيرة، وترك وزراء المملكة المتحدة يسعون جاهدين إلى معالجة فوضى السفر التي ضربت البلاد. لكن ما هي الأعراض الصحية التي يسببها كورونا الجديد؟
أكد عدد من العلماء أن الفيروس المتحول جينياً، وقد سُمي “في يو أي-202012/01” (VUI-202012/01)، يتميز فعلاً بمعدل انتقال أعلى مقارنةً بالأشكال الأخرى للفيروس نفسه.
وكان قد أكد، الإثنين الماضي، بيتر هوربي، رئيس “نيرفتاغ” NERVTAG البريطانية – المجموعة الحكومية الاستشارية بشأن التهديدات الجديدة والناشئة لفيروسات الجهاز التنفسي – أن الفيروس المتغير “يتقدم على غيره من أشكال الفيروس الأخرى المنتشرة حالياً في المملكة المتحدة، فيما يتعلق بقدرته السريعة على الانتقال من شخص لآخر”.
كذلك قال باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين لدى الحكومة البريطانية، إنه من الجلي أن النسخة المتحورة تنتقل أسرع من نسخ الفيروس الأخرى.
والأهم من ذلك، حسبما أضاف فالانس، أن “كوفيد- 19” المتغير لا يسبب مرضاً أكثر خطورة من الأمراض الأخرى التي تؤدي إليها نظائره السابقة.
في تصريح له، عصر الإثنين الماضي، قال المستشار العلمي إنه “لا يتوفر دليل على أن مسار المرض تغير”، بمعنى أن تسلسل مراحله من البداية إلى النهاية لم يختلف عن النسخ الأخرى.
وأيد هذا الرأي البروفيسور كريس جونز، نائب المدير الطبي لويلز في مؤتمر عقدته حكومة ويلز، حيث قال إننا “لسنا متأكدين ما إذا كان الأشخاص العديمو الأعراض (بالنسبة لأشكال الفيروس السابقة) سيشكون من أعراض الفيروس المتحور الجديد، ولكن لا يوجد أي سبب على الإطلاق للاعتقاد بأنهم لن يفعلوا ذلك”.
وأردف المتحدث قائلاً، “في الوقت الحالي، الدليل المتوفر أن المرض الناتج عن هذا الفيروس لا يمكن تمييزه عن “كوفيد -19″ السابق الذي نعرفه. لذا أفترض أن الأشخاص (الذين لا تطالهم أعراض عادة) سيبقون على الأرجح على تلك الحال كما في السابق.”
وللتذكير فإن سلالة فيروس كورونا الشديدة العدوى الجديدة، اكتُشفت للمرة الأولى في سبتمبر (أيلول) الماضي، ولكنها لم تنتشر على نطاق واسع حتى الشهر الفائت نوفمبر (تشرين الثاني)، خلال الإغلاق العام في إنجلترا.
ومنذ أوائل نوفمبر، أظهر الفيروس “نمواً هائلاً”، وفق “نيرفتاغ”.
ونظراً لسرعة انتقاله بين الناس، قال فالانس إنه “بات من الضروري تعزيز القيود المفروضة وليس تخفيفها، لاحتواء فيروس كورونا في إنجلترا، خصوصاً في بعض المناطق”.
على الرغم من أن “في يو أي-202012/01” ينتشر الآن بشدة في لندن ومناطق أخرى في جنوب شرقي إنجلترا التي تخضع الآن لقيود المستوى الرابع الجديد الصارمة، فقد رُصد الفيروس المتحور الجديد أيضاً في أماكن أخرى في المملكة المتحدة.
مثلاً، قال مارك دراكفورد، الوزير الأول لويلز، الإثنين الماضي، إن بلده شهد ما يربو على 600 حالة إصابة بفيروس “كوفيد -19” الجديد، مضيفاً أنه “من شبه المؤكد أن تلك التقديرات أقل من الواقع بكثير”.
كذلك جرى تأكيد ظهور إصابات أخرى بالفيروس المتحور في أماكن عدة من بينها أستراليا والدنمارك وجبل طارق.