الملك محمد السادس يوجه خطابا إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال49 للمسيرة الخضراء
على الرغم من كونها لم تحظى سوى بوجود افتراضي في بعض الأوساط اليسارية، لدى بعض من يشدهم الحنين للشيوعية والحرب الباردة، أو مرتزقة القضايا الخاسرة الممولين من طرف الجزائر، تلقت +البوليساريو+ صفعة قوية في آخر السنة التي تقارب على الانتهاء.
وطوال هذا العام، لم تلق دعواتها للتظاهر أمام المؤسسات الأوروبية ومناوراتها المعتادة داخل البرلمان الأوروبي صدى لدى زبنائها.
فعلاوة على الانتصارات الدبلوماسية المتتالية المحرزة من طرف المغرب على درب استكمال وحدته الترابية، والتي توجت بالإنجاز النوعي المتمثل في اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، يبدو أن اللوجستيك الجزائري لم يتمكن من المواكبة هذه السنة بسبب سيل من المشاكل الداخلية التي تغمر البلاد، التي أضحت تحت الحجر الصحي – حسب المصطلح الذي يتم تداوله – فيما يتعلق بالدينامية الدولية والتغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم.
وباستثناء الثرثرة الفضفاضة ووهم “تقرير المصير” الذي يروج له على الشبكة العنكبوتية، والمزيج الذي يجمع بين الكراهية والضغينة التي أضحت عقيدة الصحافة المسخرة من طرف النظام الجزائري، ظلت “البوليساريو” خرساء تماما في أوروبا، مذهولة أمام توالي النكسات القانونية، السياسية والدبلوماسية، منذ تجديد اتفاقيات الفلاحة والصيد البحري التي تطبق على أراضي الصحراء باعتبارها جزءا لا يتجزأ من المملكة، وقرار مجلس الأمن الأخير رقم 2548، ثم الضربة الأمريكية الموجعة.
ولم يكد نبأ اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه يستوعب، حتى وردت أخبار أخرى: “البوليساريو” فقدت داعمها الرئيسي في أوروبا، ما يسمى بـ “المجموعة المشتركة للصحراء الغربية بالبرلمان الأوروبي”.
وبعد الإعلان عنها وسط جلبة كبرى أثارتها الصحافة ووسائل الإعلام الجزائرية، في فبراير الماضي، على أنها إنجاز يكرس “الاختراق البارع” لمجموعة الضغط الجزائرية داخل البرلمان الأوروبي، عرف هذا الكيان الشبحي شأنه شأن سبب وجوده، انتكاسة مدوية في 15 دجنبر مع استقالة رئيسه خواكيم شوستر، احتجاجا على انتهاك “البوليساريو” لوقف إطلاق النار المبرم سنة 1991.
وقدم هذا النائب البرلماني الاشتراكي-الديمقراطي الألماني استقالته، تعبيرا عن استيائه من قرار “البوليساريو” الذي وصفه بـ “الخطأ الإستراتيجي الجسيم”.
وتساءل “لا أرى كيف يمكن لهذا القرار (انتهاك وقف إطلاق النار من قبل +البوليساريو+) أن يحفز حلا سلميا للنزاع”.
وبعد عزلتهما على الساحة الدولية بفعل ازدياد سحب الاعترافات بـ “جمهورية الوهم”، والدينامية المحدثة من خلال افتتاح قنصليات للدول الشقيقة والصديقة بالأقاليم الجنوبية، وتوالي الخيبات الدبلوماسية، تجد “البوليساريو” والجزائر نفسيهما اليوم أمام معطى جيو-سياسي جديد.
لقد ولت الإيديولوجية الموروثة عن الأنظمة الشمولية. تبدد سراب الدولة الوهمية. الواقع الملموس قائم والحقائق عنيدة. إن مستقبل الصحراء الأطلسية تحت سيادة المغرب غير القابلة للتصرف أضحت واضحة المعالم.
وبالنسبة للجزائر و”البوليساريو”، فإن زهاء نصف قرن من المواجهة ذهب أدراج الرياح. فما أدى ذلك إلا لهدر الأموال والكثير من الطاقة. ولم تتبق سوى الأوهام. إنه هرم “بونزي” بأكمله الذي ينهار !.
و.م.ع