كتب جون هدسون، وهو مراسل للأمن القومي في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية ويغطي شؤون وزارة الخارجية والشؤون الدبلوماسية، أنه على مر السنين، اكتسب الزعيم الإسرائيلي شهرة مثيرة للجدل بين موظفي منزل الضيافة الخاص بالرئيس الأمريكي، وذلك من خلال إحضار شحنات خاصة في رحلاته إلى واشنطن، عبارة عن حقائب كثيرة مليئة بالغسيل المتسخ، وفقًا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على الأمر.
يتم تنظيف الملابس لرئيس الوزراء مجانًا من قبل الموظفين الأمريكيين، وهي ميزة متاحة لجميع القادة الأجانب ولكن يتم استغلالها بشكل ضئيل من قبل باقي الزعماء، نظرًا للإقامات القصيرة لرؤساء الدول المشغولين.
وقال مسؤول أمريكي، تحدث مثل الآخرين بشرط عدم الكشف عن هويته: «إن عائلة نتنياهو هي الوحيدة التي تجلب حقائب ملئية بالملابس المتسخة فعلياً لنا من أجل تنظيفها.. وقد تكرر هذا الأمر عدة مرات، إلى أن أصبح من الواضح أن هذا كان مقصودًا». نفي إسرائيلي نفى المسؤولون الإسرائيليون بأن يكون نتنياهو يفرط في استخدام خدمات غسيل الملابس لدى مضيفيه الأمريكيين، ووصفوا المزاعم بأنها «سخيفة»، لكنهم أقروا بأنه كان هدفًا للاتهامات المتعلقة بغسيل الملابس في الماضي. في عام 2016، رفع نتنياهو دعوى قضائية ضد مكتبه والمدعي العام الإسرائيلي في محاولة لمنع الإفراج عن فواتير غسيل ملابسه بموجب قانون حرية المعلومات في البلاد، وقف القاضي إلى جانب نتنياهو، ولا تزال تفاصيل فواتير غسيل الملابس سرية بانتظار استئناف في المحكمة العليا. ينضم الاتهام البسيط نسبيًا إلى قائمة أطول من مزاعم الفساد التي هددت سيطرة نتنياهو البالغ من العمر 70 عامًا على السلطة وأثارت احتجاجات في إسرائيل هذا الشهر.
ووجهت لنتنياهو لائحة اتهام في نوفمبر في محاكمة فساد شملت هدايا من أصدقاء أثرياء ومزاعم بأنه سعى للحصول على مزايا تنظيمية لأقطاب وسائل الإعلام مقابل تغطية إيجابية. وهو متهم بقبول ما يقرب من 200 ألف دولار من الهدايا من رجال الأعمال، بما في ذلك علب الشمبانيا وعلب السيجار، بدأت المحاكمة في مايو ومن المقرر أن تستأنف في يناير. بيان السفارة أصدرت السفارة الإسرائيلية في واشنطن بيانًا قالت فيه إن «اتهامات الغسيل هذه كان محاولة للتغطية على نجاح اتفاق التطبيع الذي وقعته إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة في البيت الأبيض الأسبوع الماضي». وقالت السفارة في بيان «هذه المزاعم التي لا أساس لها من الصحة والسخيفة تهدف إلى التقليل من شأن الإنجاز الضخم لرئيس الوزراء نتنياهو في قمة السلام التاريخية التي عقدت يوم الثلاثاء بوساطة الرئيس ترامب في البيت الأبيض».
وأضافت السفارة أن «احتياجات الغسيل لنتنياهو كانت متواضعة نسبيًا خلال رحلته الأخيرة». في هذه الزيارة، على سبيل المثال، لم يكن هناك عملية غسيل كبيرة للملابس، فقد تم غسل قميصين فقط للجلسة العامة، وتم كيّ بدلة رئيس الوزراء وثوب السيدة نتنياهو أيضًا للاجتماع العام. كما تم أيضا غسل زوج من البيجاما التي كان يرتديها رئيس الوزراء خلال الرحلة التي استمرت 12 ساعة من إسرائيل إلى واشنطن. قال مسؤول أمريكي آخر إن «زيارة نتنياهو الأخيرة لم تشمل عدة حقائب من الغسيل المتسخ، على عكس عدة حالات في الماضي». وكان من بين المسؤولين الذين أكدوا الاستخدامات السابقة لأكياس الغسيل مسؤولون سياسيون ومهنيون من إدارتي ترامب وأوباما. الجدل الأصلي حول ممارسات غسيل الملابس لنتنياهو ينبع من التسجيلات التي تم الكشف عنها في 2018 لمساعديه السابق المقربين في المحاكمة الجنائية ضده. وقال المساعد نير هيفيتز إن «زوجة نتنياهو سارة تقوم بكل أنواع المناورات لإخفاء كل أنواع النفقات».