باريس – أشاد المغرب، اليوم الجمعة، بالمصادقة على قرار “أولوية إفريقيا العالمية” لمنظمة اليونسكو، والذي شارك في صياغته.
وقد تم اعتماد هذا القرار بالتوافق، بعد مفاوضات شاقة، لاسيما حول موضوع استرداد الممتلكات الثقافية، وذلك في إطار الدورة الـ 209 للمجلس التنفيذي لليونسكو، الذي بدأ أشغاله في 2 يوليوز الماضي بشكل حضوري.
ويشمل القرار إطلاق برنامج وازن يروم إعادة الموروث الثقافي للبلدان الإفريقية، المأخوذة بشكل غير قانوني في عدد من البلدان حول العالم.
ويطلب النص من “المديرة العامة تخصيص مستوى مناسب من موارد اليونسكو وقدراتها لتنفيذ الأولوية العالمية لإفريقيا، من خلال استراتيجية تطبيقية”. حيث يتعلق الأمر هنا بتخصيص موارد كافية من الميزانية بنسب واضحة، تتيح التتبع الدقيق للموارد المخصصة لإفريقيا.
وينص القرار أيضا على رصد موارد بشرية مؤهلة كافية بمكاتب اليونسكو الموجودة في القارة، ما يشكل شرطا أساسيا قبليا للتنفيذ الفعال والناجع لأولوية إفريقيا العالمية.
وتحتل أزمة “كوفيد-19” مكانة هامة في هذا القرار الذي ينص على أن تستشرف الأمانة “الآثار الحتمية الناجمة عن الأزمة الصحية العالمية”، من خلال إقرار آلية تضمن استدامة التمويل ذي الأولوية لبرنامج اليونسكو في بلدان القارة المتأثرة بشدة جراء الأزمة”، وفي مقدمتها البلدان الإفريقية.
كما ينص القرار على مساعدة الدول الإفريقية الأعضاء في “الحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام”.
وفيما يتعلق بالحفاظ على الموروث الثقافي والطبيعي الإفريقي، ينص القرار على “تعزيز التعاون بين مركز التراث العالمي وصندوق التراث العالمي الإفريقي”، الكيان التابع للاتحاد الإفريقي.
وفي هذا السياق، يطلب القرار من اليونسكو “المساهمة بشكل فاعل في الهدف الذي حددته أجندة الاتحاد الإفريقي لسنة 2063، والتي تنص على إعادة جميع أصول الموروث الثقافي الإفريقي، من خلال تدعيم اتفاقية 1970 بشأن الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية”.
ونوه المغرب الذي شارك في صياغة هذا النص، بهذه المصادقة التي “تفتح صفحة جديدة لأولوية إفريقيا العالمية”. وقد تقرر سنة 1989 دون أن يستفيد تنفيذه من كل الطاقة وجميع الوسائل اللازمة.
وفي تصريح أمام المجلس التنفيذي، عقب تبني هذا القرار، هنأ السفير المندوب الدائم للمغرب لدى اليونسكو، السيد سمير الظهر، مجموع نظرائه الأفارقة، وكذا سفراء باقي القارات، الذين “عبروا من خلال دعمهم، وبكيفية قوية، عن الجهد الضروري لإعادة تصور مفهوم الأولوية العالمية لإفريقيا”.
وشدد سفير المغرب على “ملاءمة استراتيجية اليونسكو مع أجندة الاتحاد الأفريقي”.
وقال السيد الظهر “نحتاج إلى بروز إفريقيا قوية، ومنيعة، وقادرة على تولي زمام أمورها”، مضيفا أن “الوعود التي تفصح عنها القارة تعد استثنائية”.
وخلص السفير، المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة اليونسكو، إلى أن “المغرب يدعو إلى تفكير يشمل مجموع الدول الأعضاء، بحيث تصبح آمال مستقبل التقدم المشترك الذي تقدمه إفريقيا حقيقة بالنسبة لشعوب القارة”.
(و م ع)