حموشي يرأس وفد المملكة المغربية المشارك في الدورة 92 للجمعية العامة للأنتربول بإسكتلندا
على مر التاريخ، احتفت الثقافات في جميع أنحاء العالم باللحية الكثيفة كرمز “افتراضي” للهيمنة الاجتماعية والرجولة، تماما مثل اللبدة (أو عرف الأسد) كذكر مهيمن.
ومع ذلك، فإن الشعر السميك لبدة الأسد يحمي أيضا الحلق من مخالب وأسنان الخصم القاتلة، كما قال العلماء. واقترح الباحثون مؤخرا أن اللحية الكثيفة للرجال قد توفر حماية مماثلة ضد الهجمات المميتة، عن طريق امتصاص قوى موجهة نحو الفك، عظم الوجه الذي ينكسر في أغلب الأحيان أثناء القتال.
وكان لدى تشارلز داروين، عالم الطبيعة المشهور وأب النظرية التطورية (الذي كان أيضا مالكا للحية رائعة)، ما يرغب بقوله عن شعر الوجه. وعلى الرغم من أن داروين رأى لبدة الأسد كمصدر للحماية الجسدية، إلا أنه اعتبر اللحية البشرية مجرد “زخرفة” لجذب انتباه الإناث، حسبما ذكر العلماء في دراسة جديدة نُشرت على الإنترنت يوم 15 أبريل في مجلة Integrative Organismal Biology.
واقترح معدو الدراسة الحديثة خلاف ذلك. وجادلوا في أن الشعر في اللحية من شأنه أن ينشر قوة الضربة، وبالتالي ربما يكون قد تطور استجابة للحاجة إلى كسب معارك ذكر-ذكر. وتشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن الهياكل العظمية والعضلات البشرية تطورت لدعم التخصصات المرتبطة بقتال الذكور وأشارت دراسة أخرى إلى أن باحثين آخرين اقترحوا أن أشكال الوجه الذكرية تطورت لحماية الوجه من التلف أثناء القتال. وقال المعدون إنه من المحتمل أن تكون اللحى قد تطورت للسبب نفسه.
ولاختبار هذه الفكرة، بنى العلماء نماذج تحاكي بنية العظام في جمجمة بشرية. وكتب الباحثون أنهم قطعوا المادة العظمية إلى طوب ولفوها بقطعة من جلد الغنم “لأنه لم يكن من العملي الحصول على عينات جلد ملتحي من الجثث البشرية”. وفي حين أن صوف الأغنام لم يكن نظيرا مثاليا لشعر اللحية، قالوا “إن حجم البصيلات في عينات الصوف لدينا يقارب حجم اللحى الكاملة، وهو أمر غير مرجح أن يكون صحيحا بالنسبة لأجناس الأنواع الأخرى”.
واستُخدم 3 أنواع من أغطية جلد الغنم في التجارب. واختبرت العينات المطحونة، حيث تم ترك صوف الأغنام بطوله الكامل، فعالية اللحية الكاملة في تخفيف الصدمة. وكشفت عينات مقطعة للعلماء ما إذا كانت جذور بصيلات الشعر توفر أي حماية.
ثم أجرى الباحثون اختبارات انخفاض الوزن، ووضعوا حزم “العظام” المغلفة بجلد الغنم على سندان، وأطلقوا قضيبا غير حاد نحوها.
وكانت الحزم “المغطاة” في وضع أفضل مقابل الوزن الثقيل، حيث امتصت ما يقرب من 30٪ من الطاقة أكثر من الحزم التي جُزّت.
وقال العلماء: “تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن الشعر قادر بالفعل على الحد بشكل كبير من قوة التأثير الناتج عن ضربة حادة وامتصاص الطاقة. إذا كان الشيء نفسه ينطبق على شعر الوجه البشري، فإن الحصول على لحية كاملة قد يساعد في حماية المناطق المعرضة من الهيكل العظمي للوجه من الضربات الضارة، مثل الفك. ويفترض أن اللحى الكاملة تقلل أيضا من إصابة الجلد وتهتكه وكدماته”.
وقال فريق البحث إن ألياف الشعر الفردية من المحتمل أن تمتص الطاقة من اللكمة، لتوزع القوة الواردة على مساحة أكبر. ومع ذلك، ستكون هناك حاجة لمزيد من التجارب لتوضيح الآليات التي تحدث من خلالها هذه الحماية بدقة. ويمكن أن يختلف شعر الوجه البشري بشكل كبير في الخشونة والسمك والتجعيد والكثافة. وبحسب الدراسة، قد تتنوع لحاهم المختلفة في فعاليتها في درء الأضرار الناجمة عن اللكمات.
المصدر: لايف ساينس/RT