انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن القارة الإفريقية
أكد الاقتصادي المتخصص في التنمية الإقليمية، بابا ديمبا تيام، في ورقة حول السياسة الإقتصادية، أنجزها تحت إشراف المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي، أن المغرب يقدم في الوقت الراهن آفاقا ذات مصداقية ليصبح قطبا للاقلاع المشترك بإفريقيا.
وفي معرض حديثه عن عناصر الاستراتيجيات التي “يمكن أن تساعد في تحويل المغرب إلى ممر صناعي محتمل”، بعد تضرر الاقتصاد العالمي جراء تفشي (كوفيد-19)، اعتبر السيد تيام، وهو كذلك خبير في التنمية الصناعية القائمة على سلاسل القيمة، أن الوضع الجديد الذي أفرزته الأزمة الصحية يوفر فرصا سانحة للمملكة.
وأبرز ،في الورقة المعنونة “نحو تغييرات هيكلية لاقلاع إفريقي مشترك: دور المغرب كقطب صناعي مستقبلي وقاطرة للإندماج” ، أن المغرب “يمكن أن يحتضن عدة مراكز للنمو متعددة الأقطاب قادرة على تحديد المخاطر التي لم يتم الانتباه لها في سياق نظام العولمة الحالي والحد منها “، مشيرا إلى أن المملكة بالفعل في” وضع جيد للغاية” للعب دور فعال في إنتاج وتوريد بعض المنتجات الاستراتيجية ، التي توفرها حاليا اقتصادات الأسواق الناشئة.
وأضاف أنه على سبيل المثال، أظهر المغرب ، في غضون 30 يوما، “مرونة وقدرة كبيرتين على إعادة توجيه نسيجه الصناعي بغية تقديم إجابات سريعة والتعامل مع الأضرار الناجمة عن (كوفيد-19)”، لافتا إلى أن إعادة التوجيه هاته تشمل الإنتاج اليومي لأكثر من 7 ملايين كمامة، وتطوير وإنتاج أجهزة تنفس اصطناعية وإحداث مصنع للمطهر الكحولي في غضون أسبوع.
وسجل أن هذا التجاوب كا يتسم ب “الذكاء”، خاصة وأنه جاء في الوقت الذي كانت فيه العديد من البلدان المتقدمة تبذل كل ما بوسعها للحصول على منتجات وسلع مماثلة من الصين، مضيفا أن تحويل هذه المزايا إلى مزايا تنافسية سيمكن من تحويل المملكة إلى “قطب للاقلاع المشترك”.
ونبه الخبير إلى أن الاقتصاد المغربي، الذي يواجه ظرفية غير مواتية على غرار الجفاف ، سيواجه تحديات كبرى سنة 2020 يفرضها تدبير جائحة (كوفيد-19) .
من جهة أخرى ، أشار الكاتب إلى أن حالات الإصابة والوفاة الناجمة عن الفيروس المستجد المعلن عنها في إفريقيا تبقى محدودة نسبيا، على الرغم من التحليلات المثيرة للقلق ، والنابعة من عن عدم فهم النظم والهياكل السوسيو-اقتصادية للقارة ، لافتا إلى أن أحد أسباب ضعف انتشار الفيروس في أفريقيا يكمن في “محدودية ارتباط القارة بسلاسل التوريد العالمية”.
وأكد الإقتصادي أنه في حالتي المغرب والسنغال المميزتين ، استجابت السلطات بسرعة وفعالية، من خلال اقرار الحجر الصحي على نحو استباقي للحد من تفشي الفيروس، فضلا عن تتبع الأفراد والمجموعات المحتمل إصابتهم وعزلهم ومعالجتهم.
ولهذا، يردف المتخصص في التنمية الإقليمية، أصبح التحدي الرئيسي لهذين البلدين هو “توجيه مكافحة تفشي الفيروس ضمن أطر محددة داخل المجتمع”، مسجلا أن تباطؤ انتشار “كورونا” “بل وحتى كبح انتشاره” داخل التركيبات الاجتماعية الأفريقية يرجع إلى مستوى الإنخراط الأفريقي، لا سيما المجتمع المدني والمجموعات الاجتماعية والدينية.
واعتبر أن التتبع الحازم لأنماط تفشي الفيروس يمكن أن يساعد أيضا في التعامل مع الوباء، مبرزا أن استخدام مثل هذا النهج يمكن أن يضطلع بدور حاسم في البلدان الأقل تأثرا من أجل احتواء الجائحة والحد من التداعيات،وكذا التقييم الملائم لمجموع القيمة المضافة التي قد يتم فقدانها بسبب الضرر الاقتصادي الذي سيلحق بالسلسلة المرتبطة ب(كوفيد-19).
وتعرض الورقة عناصر الاستراتيجية، وتقترح نموذج تمويل التنمية ونموذجا للاندماج الاقتصادي والمجالي بهدف إبراز المزايا التي أبان عنها المغرب من أجل الاضطلاع بدور القاطرة . كما قدمت توصيات تهم المدى القصير والمتوسط بخصوص استراتيجية تنمية صناعية متكاملة للمملكة بعد أزمة “كوفيد 19”.