يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
من نعمان لعبيدي/و م ع/
بني ملال – بمهنية وكفاءة واحترافية عالية، تشرف مقدم الشرطة رئيسة غزلان باسو بولاية أمن بني ملال على عمليات التحسيس التعليمي مستهدفة التلاميذ والأطفال التوحديين والشباب وعموم المواطنين، لنشر الوعي بالسلامة الطرقية بين أفراد المجتمع، وتعزيز الطمأنينة والثقة.
وتعد غزلان باسو، من هذا الجيل من النساء المغربيات اللائي يعملن بنشاط من أجل تطوير خدمات الشرطة بلمسة نسائية.
وهي أيضا نموذج للمرأة المغربية المسؤولة التي تضع مهاراتها وقدراتها لصالح المجتمع، فمنذ انضمامها لسلك الشرطة تخصصت في التربية والسلامة في الأوساط المدرسية بالخصوص.
حصلت باسو على الباكالوريا بثانوية ابن سينا ببني ملال وعلى الإجازة في الآداب العصرية بميزة، قبل أن تلج أسلاك الشرطة وفاء لروح والدها الذي خدم في هذا الجسم ومات شهيد الواجب في حادث سير وهو في سن ال 38.
تروي باسو لوكالة المغرب العربي للأنباء هذا الفصل من حياتها قائلة إنه بعد مرور سنة على تخرجها من جامعة السلطان مولاي سليمان قضت سنة من التدريب في إفران قبل أن تعين في ولاية أمن بني ملال.
وتضيف والدموع تنهمر من عينيها أن اليوم الأول لولوجها مبنى ولاية الأمن كان الأصعب في حياتها، حيث استعادت ذكرى فقدان أبيها وهي في سن ال 11. وتقول “في ذلك اليوم زرت مكتبه السابق والتقيت بزملائه في العمل وأصدقائه، الذين استحضروا تفانيه وحبه لعمله وهو ما شجعني على المضي على دربه لمواصلة عمله”.
وتضيف لقد كان الاندماج في أسلاك الشرطة المغربية مسؤولية جسيمة للغاية، من جهة وفاء لروح والدي ومواصلة مشواره، ولكن أيضا حرصا مني على أن أكون في مستوى مؤسسة أمنية عصرية حداثية ومواطنة، في بحث دائم عن التطور ومواكبة المجتمع وروح العصر، خصوصا وأن هذا الجهاز أصبح غير متوقف عن التطور والتخصص ومراكمة المنجزات إن على الصعيد الوطني أو الدولي.
وأصبحت غزلان باسو سنة بعد أخرى تكتسب ثقة مسؤوليها المباشرين في ولاية أمن بني ملال، بفضل مهنيتها لتناط بها مهام مختلفة ومتنوعة بدءا من التدبير اليومي لسلاسة المرور بمختلف المحاور الطرقية الأكثر ازدحاما بالمدينة، الى تنفيذ والإشراف على حملات التوعية والوقاية في المؤسسات التعليمية في المدينة، وفي صفوف جمعيات الأطفال التوحديين والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فيما يتعلق بأهمية السلامة على الطرق.
تعمل بذلك بفضل تجربتها وحنكتها في نشر السلامة الطرقية حفاظا على السلامة العامة ونشر الوعي الأمني وتقديم الخدمات الشرطية التوعوية في صفوف المجتمع بما يعزز الطمأنينة والثقة والاستقرار المجتمعي.
ولعل ذلك ما جعل زملاءها يختارونها ممثلة جهوية عنهم في مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني ببني ملال خنيفرة.
وتضيف غزلان باسو “لقد اخترت مواجهة مشكل حوادث السير وانعدام الأمن على الطرقات الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للحوادث والوفيات في صفوف الأطفال والشباب، إنني أم لطفلة تشعر بالحاجة الملحة لتوعية وتعليم أطفالنا السبل المثلى للمساهمة في الحد من مخاطر الطريق، وعبر ذلك تربية الجيل الصاعد على السلوكيات المثلى وفضائل بناء مغرب حديث ومزدهر”.
تقوم غزلان باسو باستمرار بجولات منتظمة في مدارس بني ملال والجمعيات المدينة في إطار الحملات الشرطية للقاء التلاميذ ضمن برامج للتوعية والتحسيس لمساعدتهم على اكتساب مهارات مدنية ومسؤولة تجنبهم مخاطر الطريق وتلقنهم قواعد وسلوكيات الاستخدام الآمن للطرقات والشوارع.
ولتحقيق نجاح عمليات الوقاية والتحسيس، تقوم المديرية العامة للأمن الوطني بتعبئة إمكاناتها وخاصة نخبتها النسائية التي تمثل رأس حربة التدخلات النشيطة للوقاية من حوادث السير وخاصة في الوسط المدرسي.
وبالنسبة لغزلان باسو فإن اليوم العالمي للمرأة (8 مارس) يمثل مناسبة لاستحضار تضحيات النساء عموما والمرأة الشرطية بالخصوص، فهذه الأخيرة، كما تقول، تجهد داخل منزلها الأسري قبل الالتحاق بعملها لإسقاط الصور النمطية السائدة في بعض المهن التي كانت الى وقت قريب حكرا على الذكور.
ونوهت بالمنجزات التي تحققت على صعيد أسلاك الشرطة الوطنية من خلال فتح أبوابها للمزيد من النساء برتب مختلفة ومنهن أصبحن يتحملن مسؤوليات سامية.
وبالنسبة إلى غزلان باسو، فإن مهنة الشرطية ليست أيضا مهنة سهلة لقد “كان هذا خياري بالكامل، كنت مقتنعة به، وسعيا له تلقيت دعم أسرتي وزملاء والدي، ومسؤولي ولاية أمن بني ملال“.
ومع ذلك، فإن طموح غزلان لا يتوقف عند هذا الحد، فهي تواصل دراستها العليا في جامعة السلطان مولاي سليمان حيث اختارت دراسة القانون باللغة الفرنسية، متتبعة حلمها في ترسيخ صورة نبيلة للشرطية المغربية، وتخليد ذكرى والدها الذي لقي حفته في حادث سير تاركا طفلة تبلغ من العمر 11 عاما، لم يدر بخلده حينها أنها ستسير على خطاه.