ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
أغلقت شركة “جوميا”، التي يطلق عليها لقب “أمازون أفريقيا”(نسبة إلى شركة أمازون الأمريكية للتجارة الإلكترونية) عملياتها بالكاميرون نظرا لمعاناتها الربحية بسبب تدني سعر سهما بشكل حاد منذ أن تدنّى الطرح الابتدائي لأسهمها للاكتتاب العام بنسبة 77 بالمائة خلال أبريل الماضي، وهو ما يجعلنا نتساءل عن إستراتجية الشركة التي تفضل النمو على الأرباح، وهو الأمر الذي تسبب لها بنتيجة عكسية.
وبناء على لغة الأرقام ومقارنة “جوميا” بشركات أخرى مثل “أمازون” و”ألي إكسبريس”، يتضح أن معاناة جوميا كبيرة لأن نتائج الربع الثالث تظهر كيف أن الشركة أخلفت توقعاتها وأهدافها الربحية للمرة الثانية في ثلاثة أرباع منذ أن تحوّلت إلى شركة عامة مساهمة، حيث خسرت الشركة في نهاية سنة 2018 ما يقارب 977 مليون دولار، وهو ما يسيل لعاب المستثمرين بسبب خسائر “جوميا” المستمرة في الأسواق الرئيسية.
وفي بلاغ لها، قالت شركة “جوميا” “لقد وصلنا إلى قناعة مفادها أن بوابة معاملاتنا، كما يتم تدبيرها اليوم، ليست مناسبة للسياق الحالي في دولة الكاميرون”.
يذكر أن اقتصاد الكاميرون يعد من بين أكبر الاقتصادات في إفريقيا الوسطى، غير أنه تأثر خلال السنوات الأخيرة بالقضايا الجيوسياسية وعدم الاستقرار في ما يتعلق بالاقتصاد الكلي، والأزمة الإنسانية، وهي الأمور التي أثّرت على النمو الاقتصادي-في بلد يصدّر النفط- ما جعله يتدنى إلى نسبة 3.9 بالمائة هذه السنة بعدما بلغ 4.1 بالمائة سنة 2018، وهو ما أكدّه صندوق النقد الدولي، الذي ذكر أن الأداء الضعيف لقطاع غير النفط يؤثر بشكل كبير على النمو.
ومن المحتمل أن معاناة “جوميا” في الكاميرون تشير إلى مشاكل مشابهة في أسواق إفريقية أخرى، خصوصا أن تأسيس تجارة إلكترونية على مستوى عالي في دول لا تتوفر على اللوجستيك اللازم والبنيات التحتية الطرقية يعد أمرا صعبا ومكلّفا في نفس الوقت. إضافة إلى ذلك، فإن هذه الدول تفرض تعريفة جمركية عالية على المواد المستوردة مع قدرة محدودة للمنتجات المحلية، وهو ما يرفع تكلفة تدبير التجارة الإلكترونية بها.
وجدير بالذكر أن “جوميا” تنشط بالعشرات من الدول الإفريقية، وهي التي أشارت إلى أنها ستواصل دعم المشترين والبائعين في الكاميرون عبر استغلالها بوابتها “جوميا ديلز”.
وفي الغالب، فإن الدور سيحين على نيجيريا، أكبر سوق تتوفر عليه “جوميا”، ذلك أنها –قبل الكاميرون-أغلقت عملياتها بكل من رواندا والغابون، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ليست “جوميا” الوحيدة التي أوقفت أنشطتها بالكاميرون، فقد سبقتها الشركة الفرنسية “أفريكاماركت” بداية السنة الجارية، وقبلها شركة “سي ديسكاونت” سنة 2016، حيث اشتكت الشركتان معا من آجال التخليص الجمركي.
(ترجمة عن موقع “فوربس”-بتصرف-)