يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
agora.ma و”و م ع ”
أكدت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة السيدة ماريا فرناندا إسبينوسا غارسيس، يوم الاثنين بمراكش، أن الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، يشكل “ردا عالميا على واقع لا يمكن مواجهته إلا بشكل جماعي بالنظر الى كون الهجرة، تعد ظاهرة عابرة للحدود الدولية”.
وأضافت السيدة غارسيس، في افتتاح أشغال المؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، أن هذه الوثيقة “المرنة التي يمكن ملاءمتها مع حاجيات وأولويات ورؤية كل بلد”، تعتبر مناسبة للعمل بشكل فعال ومنسجم حول إحدى أكبر الظواهر التي يشهدها هذا القرن والمتعلقة بالاتجار في البشر، مضيفة أن الميثاق يمثل أيضا رؤية جماعية لمواجهة ” الخطابات الداعية للكراهية والتمييز التي قد تترتب عنها استراتيجيات لا نرغب فيها “.
وقالت المسؤولة الأممية ” إننا نعيش اليوم لحظة تاريخية لأننا نقدم صيغة ذات طابع انساني للهجرة”، مؤكدة أن هذا المؤتمر يعكس بجلاء التعددية باعتبارها آلية ناجعة لرفع إحدى التحديات الأكثر أهمية في العالم المعاصر، وهي الهجرة الدولية.
أكيد أن المفاوضات كانت طويلة ومتعبة وشاقة، تضيف السيدة ماريا فرناندا إسبينوسا غارسيس، ولكن الجهود المبذولة مكنت من التوصل إلى هذا الميثاق، معربة عن امتنانها للبلدان التي شاركت في هذه المفاوضات بروح بناءة ومنفتحة.
وأوضحت أنه ليس هناك مكان أكثر ملاءمة في العالم كالقارة الافريقية وبالأخص المغرب، للانخراط في هذا الميثاق الذي أخذ من الآن اسم ” ميثاق مراكش”، معربة عن امتنانها للحكومة المغربية لكرم استضافة هذا المؤتمر الذي يبصم لمرحلة بارزة في تاريخ الأمم المتحدة.
ومن جهتها، أبرزت السيدة شيريل بيريرا المؤسسة للمنظمة المعنية بالطفولة ” وان شيلد”، باسم مجتمع المهاجرين، مختلف أوجه الاستغلال التي يذهب ضحيتها الأطفال من أصول مهاجرة، مشيرة الى ما عاشته في هذا الصدد بالاضافة الى تجربتها في محاربة الاتجار بالأطفال.
وبعد أن سجلت أن الميثاق يعد فرصة تاريخية للوفاء بالالتزامات في مجال حماية الأطفال عبر العالم، دعت السيدة شيريل بيريرا إلى معالجة الأخطار المولدة لظاهرة الهجرة، كالتغير المناخي، والاقصاء السوسيو سياسي، والكوارث الطبيعية، وعدم المساواة، بالاضافة الى تبني اجراءات ضد كراهية الآخر والاستثمار في تربية الأطفال وفي الشباب مع منحهم مكانة في أخذ القرار واشراكهم في الجهود المبذولة في معالجة قضية الهجرة.
ومن جانبه، أشاد السيد إيرول كيريسبي رئيس المنظمة الدولية لأرباب العمل، في كلمة باسم القطاع الخاص، بالحكومات التي أبانت على أن الحوار المتعدد الأطراف المنسجم والملتزم، يمكن من الوصول إلى نتائج ملموسة، ولو بالنسبة لملفات حساسة ومعقدة مثل الهجرة، مشيرا إلى أن القطاع الخاص يولي اهتماما كبيرا بكفاءات المهاجرين الشرعيين وذلك من أجل الاستجابة لحاجيات اليد العاملة المؤهلة لضمان استقرار اجتماعي والمساهمة في حماية العمال المهاجرين الأكثر هشاشة.
وافتتحت صباح اليوم الاثنين بمراكش، أشغال المؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد الاتفاق العالمي للهجرة (10-11 دجنبر)، المنظم من طرف الأمم المتحدة، بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات.
ويتضمن جدول أعمال المؤتمر، المصادقة الرسمية على الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، الذي يشكل وثيقة متكاملة تروم تحقيق تدبير أفضل للهجرات العالمية، وتعزيز حقوق المهاجرين، والمساهمة كذلك في التنمية المستدامة.