يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
(و م ع )
وأخيرا ، تمكن المنتخب المغربي لكرة القدم ، بعد سنوات عجاف ،من فك شفرة تفوق المنتخب الكاميروني، حيث نجح زملاء العميد مهدي بنعطية في ترويض الاسود الكاميرونية أداء و نتيجة ،وذلك خلال المباراة التي جرت أطوراها مساء اليوم الجمعة على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، برسم منافسات الجولة الخامسة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2019، وانتهت بهدفين لصفر.
فأمام 35 ألف متفرج ، وقعت العناصر الوطنية على واحدة من أجود المباريات بعد مونديال روسيا، خاصة أمام خصم شرس اسمه منتخب الكاميروني ، حامل اللقب الافريقي، و الذي حضر الى الدار البيضاء مكتمل الصفوف ، ومعزز بأجود عناصره المحترفة ،و في مقدمتهم شوبو موتينغ مهاجم باريس سان جيبرمان، و كارل طوكو مهاجم فييا ريال الاسباني ،و اندري أونانا حارس اجاكس أمستردام و المهاجم الخطير كريستيان باسوغو المخترف بالدوري الصيني .
و كما كان منتظرا ، فقد شهدت أطوار المباراة ندية كبيرة و صراعا تكتيكيا و بدنيا قويا ، حسمته العناصر الوطنية بفضل تفوقها التقني حيث استغلت بذهاء كبير الهفوات الدفاعية للاعبين الكاميرونيين و كذا اندفاعهم البدني المتهور ،و الذي استثمره المارد سفيان بوفال و المدفعجي حكيم زيان بكل ادكاء ، وتمكنا من صنع الفارق من خلال تحويل انصاف الفرص الى هدفين .
وهكذا ، شهدت الجولة الاولى ،التي انتهت بالتعادل السلبي صفر لمثله ، ندية قوية بين المنتخبين حيث طغى الطابع التكتيكي , واتضح ذلك من خلال لجوء عناصر منتخب الكاميرون الى ملئ وسط الميدان وتضييق المساحات على اللاعبين المغاربة ،بل و اللجوء في اكثر من مرة الى التدخل بعنف لعرقلة اسلوب لعب اشبال هيرفي رونار ،و تشتيت تركيزهم .
و بالرغم من ذلك، فقد أهدر اللاعبون المغاربة مجموعة من فرص التسجيل ، أهمها تلك التي سجلت في الدقيقة 30 عندما سدد حكيم زياش قديفة على بعد 25 متر مرت محادية لمرمى الحارس أندري أونانا ،تلتها محاولة شبيهة في الدقيقة 34 عندما سدد زياش ضربة خطأ على بعد 20 متر مرت بدورها محادية لمرمى الحارس الكاميروني .
و لم يحالف الحظ اللاعب زياش في الدقيقة 44 عندما تسلم تمريرة على طبق من قبل اللاعب يونس بلهندة ، التي توغل في مربع العمليات بعد مجهود فردي رائع ، لكن قدفة زياش لم تكن بالقوة التي تهدد عرين الحارس الكاميروني أونانا .
و من جتهه، لم يقف المنتخب الكاميروني مكتوفي الأيدي ،بل ناور أكثر من مرة عبر هجمات مضادة خطيرة بواسطة قلب الهجوم شابو موتنيغ والجناج الخطير كريستيان باسوغو الذي خلق عدة مشاكل للدفاع المغربي، الا أن استماتة بنعطية في الدفاع و يقظة الحارس المتألق ياسين بونو حالت دون بلوغهم المرمى المغربية .
و شكل دخول المهاجم سفيان بوفال ، المحترف بفريق سلتا فيغو الاسباني ،عوض يونس بلهندة المصاب ، منعطفا هاما في مجريات اللعب خلال الجولة الثانية ، حيث خلق بوفال بفعل سرعته المدهلة وقوة اختراقاته و تقنيته العالية مشاكل جمة للدفاع الكاميروني ، و تمكن باحترافية متناهية من اصطياد ضربة جزاء بعد توغله في مربع العمليات و تعرضه لعملية دفع واضحة من قبل احد المدافعين ،ليعلن الحكم عن ضربة جزاء مشروعة ، سجلها زياش بروعة في الدقيقة 54 معلنا تقدم أسود الاطلس .
و بعد تسجيل هدف السبق ، خرج المنتخب الكاميروني من تقوقعه في الدفاع من اجل تعديل الكفة ، وهو ما سهل المامورية أمام اللاعبين المغاربة حيث وجدوا الكثير المساحات لتنظيم مجموعة من الهجمات توجت إحداها في الدقيقة 66 بهدف لصاحب اليسرى الساحرة ، حكيم زياش ،الذي توصل بتمريرة من بوفال ، وانبرى لها بقديفة قوية باغتت الحارس أونانا و استقرت في الشباك .
وكان للهدف الثاني وقع سلبي على مردود العناصر الكاميرونية و المدرب كليرونس سيدورف ، حيث عمد لاعبوه الى اعتماد الخشونة في تدخلاتهم مما جعل الحكم يشهر مجموعة من البطاقات الصفراء تحولت الى حمراء في وجه المهاجم كارل طوكو في الدقيقة 79 من المباراة .
و كاد بوفال ، الذي قدم قيمة مضافة للنخبة الوطنية ، أن يعزز التفوق المغربي بهدف ثالث في الدقيقة 90 ، بعد أن قام بمجهود فردي حيث توغل في معترك الفريق الكاميروني الى أن تسديدته علت بقليل عارضة مرمى الحارس أونانا .
و خلف المردود الجيد الذي وقعت عليه العناصر الوطنية ترحيبا و ارتياحا كبيرين في نفوس الجماهير المغربية ،التي كانت على ثقة بأن المنتخب المغربي سيعود الى السكة الصحيحة بعد الاداء الباهت الذي ميز أداءه خلال المواجهة المزدوجة ضد جزر القمر، خاصة و أنه يضم نخبة من أبرز اللاعبين في البطولات الاوربية ،و التي تبصم عن أداء جيد رفقة فرقها .
و بعد هذا الفوز التاريخي ، يكون الناخب الوطني الفرنسي هيرفي رونار قد كرر نفس السيناريو مع فيلة الكوت ديفوار ، وتمكن من فك عقدة الأسود غير المروضة ، التي طالما شكلت عبر محطات كروية تاريخية ،واحدة من أكبر عقد كرة القدم المغربية ، التي استعصى فك شفرتها بالنسبة لأسود الاطلس ، إذ من أصل 11 مواجهة جمعت الطرفين تمكن المنتخب الكاميروني من حسم ستة منها ،و انتهت خمس مواجهات بالتعادل.