ويبدو ان محاولات الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الذي التقاه ترامب قبل افتتاح قمة حلف الاطلسي رسميا، لتقديم تفسيرات لم تقنع الرئيس الاميركي.
وقال ترامب في معرض هجومه على أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الاوروبي ان “المانيا تثري روسيا. انها رهينة روسيا”.
واضاف “ان المانيا خاضعة بالكامل لسيطرة روسيا. انها تدفع مليارات الدولارات لروسيا لتأمين امداداتها بالطاقة وعلينا الدفاع عنهم في مواجهة روسيا. كيف يمكن تفسير هذا الامر؟ هذا ليس عادلا”.
من جهتها، قالت المستشارة الالمانية عند وصولها الى قمة حلف الاطلسي في بروكسل “يمكننا اعتماد سياساتنا الخاصة ويمكننا اتخاذ قرارات مستقلة” من دون ان تسمي الرئيس الاميركي في شكل مباشر.
واضافت ميركل “المانيا تبذل الكثير لحلف الاطلسي. نحن ثاني اكبر مزود بالقوات ونضع غالبية قدراتنا العسكرية في خدمة حلف شمال الاطلسي”.
ويلتقي ترامب وميركل على هامش قمة الاطلسي عند الساعة 13,15 ت غ.
وكان الرئيس الاميركي ندد عدة مرات بمشروع انبوب الغاز نورستريم الذي سيربط مباشرة روسيا بالمانيا وطالب بالتخلي عنه. وهذا المشروع يثير انقساما في صفوف الاوروبيين، اذ ان بولندا تعتبر من جهتها أن أوروبا لا تحتاج اليه.
وقال وزير خارجية بولندا جاسيك شابوتوفيتش لدى وصوله الى مقر الحلف إن نورستريم 2 “هو نموذج الدول الأوروبية التي تقدم أموالا إلى روسيا، وتعطيها وسائل يمكن استخدامها ضد أمن بولندا”.
وتستورد دول الاتحاد الاوروبي ثلثي احتياجاتها من الاستهلاك (66%). وفي العام 2017 شكل ذلك 360 مليار متر مكعب من الغاز بينها 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال بقيمة 75 مليار يورو بحسب الاحصاءات الاوروبية. وحتى الان نصف الغاز الذي يتم شراؤه هو روسي لكن الاوروبيين يسعون الى كسر هذا الاعتماد.
وتعتمد الولايات المتحدة استراتيجية غزو اسواق لبيع غازها الطبيعي. فهي صدرت 17,2 مليار متر مكعب عام 2017 بينها 2,2% نحو موانئ الاتحاد الاوروبي.
وهاجم ترامب بشكل عام أعضاء حلف الأطلسي الذين “لا يدفعون ما عليهم” للنفقات العسكرية.
واعتبر ستولتنبرغ أن الرئيس الأميركي استخدم “لهجة مباشرة جدا” لكنه أكد أن الحلفاء متفقون على الملفات الحساسة وهي ضرورة تعزيز قدرة الحلف على المواجهة ومكافحة الارهاب وتقاسم العبء المالي بانصاف أكبر.
ويعبر الاوروبيون عن قلقهم ازاء قمة صعبة وشائكة للحلف الاطلسي.
فقد غادر الرئيس الاميركي واشنطن معلنا بلهجة تهكمية يمكن ان تفسر استفزازا، ان لقاءه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي قد يكون “اسهل” من قمة حلف الاطلسي.
ويثير هذا السلوك غضب الأوروبيين.
وخلافا للهجة أسلافه اللبقة، خاطب رئيس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك الثلاثاء ترامب ليعبر عن مدى الازعاج الذي تسببه انتقاداته اليومية ودعاه إلى “تقدير” حلفائه “لأن ليس لدى أميركا الكثير منهم”.
وذكر أيضا بأن أوروبا كانت “أول من تصر ف” بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 على الأراضي الأميركية.
تعهد الحلفاء في العام 2014 انفاق 2% من اجمالي الناتج المحلي لبلدانهم على شؤون الدفاع بحلول عام 2024، لكن حوالى 15 دولة عضوا في الحلف بينها ألمانيا وكندا وايطاليا وبلجيكا واسبانيا لا يزال انفاقها على الدفاع تحت عتبة 1,4% في 2018 وستكون غير قادرة على احترام وعدها الأمر الذي يثير غضب ترامب.
ويندرج هجومه ضد المانيا صباح الاربعاء في هذا الاطار. فقد قال ترامب “ألمانيا دولة غنية، يمكنها زيادة مساهمتها اعتبارا من الغد بدون اي مشكلة”.
واكد ستولتنبرغ أن الحلفاء يرغبون في الحصول على توضيحات حول نوايا ترامب قبل لقائه مع نظيره الروسي.
وقال “من الضروري جدا أن يلتقي الرئيس ترامب فلاديمير بوتين”. وأضاف “سيكون بوسعنا ان نناقش معه خلال القمة، العلاقة بين حلف الأطلسي وروسيا. من المهم أن يبقى الحلف موحدا”.
ورأى ستولتنبرغ أن كل القرارات التي ست تخذ خلال القمة تهدف إلى تعزيز قدرة الحلف على الردع”. وقال “الحلفاء يجب ألا يزيدوا انفاقهم لإرضاء الولايات المتحدة بل لأن ذلك يصب في مصلحتهم”.
وفي إطار المبادرة الأميركية “4×30″، ستتعهد دول حلف الأطلسي أن تكون قادرة بحلول عام 2030 على ان تنشر في غضون 30 يوما ، 30 كتيبة آلية و30 سرب طائرات و30 سفينة مقاتلة لتتمكن من مواجهة عملية عسكرية لروسيا التي ت عتبر مهاجما محتملا.
المصدر : مدي1تيفي.كوم و(ا.ف.ب)