قتل ثمانية فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي الجمعة 30 مارس خلال مسيرة احتجاجات واسعة شارك فيها عشرات الاف الفلسطينيين على طول الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، بينما اصيب مئات اخرين بجروح.
وتدفق عشرات آلاف الفلسطينيين الجمعة قرب الحدود بين غزة واسرائيل في مسيرة احتجاجية اطلق عليها “مسيرة العودة الكبرى”.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة ان الفلسطيني الاول قتل بقصف مدفعي اسرائيلي في وقت مبكر صباح الجمعة قبل اندلاع المواجهات فيما قضى السبعة الاخرون في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في مناطق مختلفة.
واحصى الهلال الاحمر اصابة اكثر من 350 متظاهرا برصاص الجنود الاسرائيليين في مواجهات قرب الحدود بين قطاع غزة واسرائيل.
وتتواصل المواجهات بين الاف المتظاهرين الذين اقتربوا من السياج الحدودي في المناطق الشرقية للقطاع والجيش الاسرائيلي.
وأشعل شبان وفتية اطارات السيارات ورشقوا بالحجارة والزجاجات الفارغة العربات العسكرية المصفحة، بينما رد الجيش باطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة.
وعلى الجانب الاخر من الحدود نشرت القوات الاسرائيلية دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية.
وكانت طائرة صغيرة بدون طيار تطلق قنابل الغاز تجاه المتظاهرين شرق غزة.
واقامت الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى التي تضم حماس والفصائل وممثلي اللاجئين، عشر خيام كبيرة في خمسة مواقع على طول الحدود بين القطاع واسرائيل، بينما نصبت عائلات عشرات الخيام الصغيرة.
ونصبت الخيام على بعد اقل من مئتي متر من الحدود الاسرائيلية شرق مدينة غزة وشرق خان يونس في جنوب القطاع.
ورفعت الاعلام الفلسطينية على الخيام بدون ان تشاهد رايات الفصائل المختلفة فيما كتبت اسماء العديد من البلدات والقرى وعائلات اللاجئين على الخيام.
وقال طاهر سويركي عضو اللجنة التنسيقية المشرفة على المسيرة ان عدد المشاركين بلغ “نحو مئتي الف شخص شرق وشمال مدينة غزة، اضافة الى عشرات الالاف وسط وجنوب القطاع”.
وقدمت الهيئة الاف وجبات الطعام للمشاركين في الاحتجاجات.
وكان عشرات الاف الفلسطينيين ادوا صلاة الجمعة في الخيام التي اقيمت في المناطق الخمسة.
وعلى وقع الاغاني الوطنية ادت فرق فولكلورية رقصات والدبكة الشعبية وسط تفاعل كبير من الاف المواطنين.
وحذر افيخاي ادرعي الناطق باسم الجيش الاسرائيلي في فيديو باللغة العربية بثته وسائل اعلام اسرائيلية من ان “حماس تعرض ارواح البشر للازهاق فعليكم (الفلسطينيين) ان تكونوا حذرين”.
وكان رئيس الاركان الاسرائيلي غادي ايزنكوت حذر الاربعاء من ان الجنود الاسرائيليين سيطلقون النار اذا اقترب الفلسطينيون من الحدود وشكلوا خطرا. وقال ان الجيش نشر تعزيزات لا سيما من القناصة على الحدود مع غزة.
يتزامن بدء هذه الاحتجاجات التي تستمر ستة اسابيع لتنتهي بحلول ذكرى النكبة في 14 ايار/مايو المقبل، مع “يوم الارض” ذكرى مقتل ستة فلسطينيين برصاص القوات الاسرائيلية في 30 آذار/مارس 1976 في مواجهات ضد مصادرة اراضيهم.
وقال خليل الحية القيادي في حماس لفرانس برس “نحن كشعب بكل فصائله سنخرج في هذه المسيرة التي نصر على سلميتها”. واضاف ان “رسالتنا هي الاصرار على العودة”.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في كلمة له امام عشرات الاف المواطنين على الحدود الشرقية لمدينة غزة ان “مسيرة العودة الكبرى هي البداية للعودة الى كل ارض فلسطين”.
وتابع ان هذه المسيرة “برهنت للرئيس الأميركي دونالد ترامب ولصفقته الهابطة ولكل من يقف معها أنه لا تنازل عن القدس ولا بديل عن فلسطين ولا حل إلا بالعودة”.
وفي السادس من كانون الاول/ديسمبر، اعلن ترامب الذي خالف عقودا من السياسة الأميركية على هذا الصعيد، نقل سفارة بلاده الى القدس تزامنا مع الذكرى السبعين لقيام دولة اسرائيل.
واوضحت الدبلوماسية الأميركية ان نقل السفارة من تل ابيب تحدد في ايار/مايو.
بدوره قال رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار في كلمة امام المتظاهرين على الحدود الشمالية لقطاع غزة ان المسيرة هدفها “ان يلتقط العالم اجمع اليوم رسالة شعبنا للمحاصرين ان يعيدوا حساباتهم”.
وشدد السنوار الذي يدلي لاول مرة بتصريحات علنية على ان المسيرة “لن تتوقف وستستمر”.
الى ذلك، سار الاف من الفلسطينيين الجمعة احياء لذكرى يوم الارض في مدينة عرابة في الجليل الأسفل، شمال اسرائيل حاملين الاعلام الفلسطينية بحسب مصور فرانس برس.
يصادف يوم الارض في الثلاثين من آذار/مارس ويحيي ذكرى كفاح أهالي دير حنا وعرابة وسخنين في الجليل الاسفل ضد أمر بمصادرة الاف الدونمات من أراضيهم في سهل البطوف وهو من أخصب الاراضي الزراعية، فاندلعت هبة شعبية في ذلك اليوم من سنة 1976 قتل فيها ستة فلسطينيين وادت الى تراجع اسرائيل عن مصادرة الاراضي.
تحاصر اسرائيل قطاع غزة منذ العام 2006، وشددت حصارها عليه بعد سيطرة حماس. ومنذ عام 2008، شنت اسرائيل ثلاث حروب على قطاع غزة الذي يعيش فيه اكثر من مليوني شخص.