يوما بعد يوم، يكشف العمل السياسي أن بعض القياديين والبرلمانيين والبرلمانيات من حزب العدالة والتنمية، ليسوا بذلك النضج المعرفي والثقافي والسياسي، المطلوبين في كل من يلمس في نفسه أنه يمثل الشعب بشكل أو بآخر.
ولعل أهم ما يميز سياسي عن آخر، هو قدرته على مناورة خصمه السياسي بنضج كبير، لا أن يعتمد عبارات جلسات المقاهي والصالونات، بما فيها صالونات الحلاقة الخاصة بالنساء، كما فعلت البرلمانيةعن حزب العدالة والتنمية آمنة ماء العينين، وهي “تنتقد” إشراف عزيز أخنوش على مشاريع فلاحية بتزنيت، وزيارته لمسقط رأسه بتفراوت تزامنا مع فعاليات مهرجان اللوز التي اختتمت يوم الأحد 18 مارس الجاري.
وفي سياق الرد على ما كتبته البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية آمنة ماء العينين حول زيارة عزيز أخنوش، وزير الفلاحة، إلى تافراوت وإقليم نيزنيت تزامنا مع فعاليات مهرجان اللوز التي اختتمت يوم الأحد 18 مارس الجاري، كتب عبد الله غازي، منسق الاتحادية الإقليمية لحزب الأحرار والبرلماني عن دائرة تيزنيت تدوينة فيسبوكية جاء فيها:
“-لأن الوزير أخنوش خصص ثلاثة أيام في نهاية الأسبوع الماضي لزيارة إقليم تيزنيت؛
-ولأن هذا الوزير ينحدر من نفس هذا الإقليم و تربطه به وشائج الإنتماء بعمقٍ وجداني وليس كسُلّمٍ أو مصعدٍ للإرتقاء و التحليق بعيداً و عالياً؛
-ولأن حب الوطن – وبالتالي الموْطن- من الإيمان بعيداً من الشوفينية وقريباً من ردّ الجميل لأرض معطاء؛
-ولأن هذه الزيارة عرفت غنىً و زخماً تنموياً بوقع ٍ ملموس و تتبعاً جماهرياً عفوياً و مشاركة جد مقدّرة لفعاليات مؤسساتية – منتخبين و مجتمع مدني و أعيان – بل وانتقال العشرات من المغتربين أبناء الإقليم في المدن الكبرى ومن الخارج لحضور فعاليات هذا العرس التنموي و التواصلي!؛
-وحيث أن رزنامة من المشاريع التنموية تم تدشينها أو إعطاء انطلاقتها أو تم تفقدها خلال الزيارة – زهاء ثلاثين كلمتراً من المسالك والطرق بدائرة أنزي، مئات الهكتارات من المغروسات بدائرة تيزنيت، العديد من المرافق والتجهيزات الإقتصادية و السوسيو رياضية بدائرة تفراوت- مما لقي ترحيبا واستحسانا من طرف الساكنة المستفيدة؛
-و لأن إطار الزيارة ودريعتها هو الإحتفاء بازهرار شجر اللوز بتفراوت في مهرجان فقراته مفعمة كذالك بالفن والفرح والبهجة وكل ما قد يُغيض النفوس الحاقدة والناقمة و التواقة لسيادة اليأس و البؤس!؛
-وحيث تخلل هذا الحيّز التنموي والفرجوي مقامات و محطات ربانية رروحية في رحاب صلحاء و أقطاب ربانيين كسيدي احماد أوموسى والشيخ وكٓاكٓ وللا تعلات حيث النفحات الروحية، المنهلة من الإسلام المغربي الوسطي المنيع عن ظلامية الشرق، والمتوجة بنجوى التضرع والدعاء بالنصر والشفاء لملك البلاد!؛
-ولأن الزيارة كانت مناسبة وسياقاً تواصلياً للإنصات والتفاعل مع مختلف الحاجيات و الإنتظارات بمقاربة شجاعة منفصلة الإرتباط عن الأزمنة الإنتخابية التي لا يتنفس البعض إلا توجّساً و انشغالاً بها؛
-ولأن وزراء آخرون تعذر عليهم الحضور في آخر لحظة ( قطاعات الثقافة والماء..)؛
-و حيث سبق أن حضرالسيد وزير التجهيز هذه التظاهرة في إحدى دوراتها السابقة (السيد عزيز الرباح حينئذٍ) مرافقاً لنفس وزير الفلاحة المراد اليوم إخضاعه للحِجر والوصاية كبحاً لديناميته المتوجس منها؛
-ولأنه هو نفس وزير الفلاحة الذي اعتاد ،خلال عقدٍ من توليه هذه الحقيبة ، مواكبة مشاريع قطاعه ميدانياً و في الأوراش خاصة من خلال تظاهرات ذات أبعاد جهوية ووطنية ودولية (سيام مكناس، الفرس بالجديدة، الثمور بأرفود، أليوتيس بأكادير، الزعفران بتليوين، الورود بقلعة مكونة، الواحات بزاكورة، الزيتون بالسراغنة ووزان، …وغيرها) وكلها مواعيد سنوية تكون مناسبة للوقوف على وضعية هذه السلاسل وكذلك إعطاء انطلاقة وتدشين مشاريع مرتبطة بالقطاع ؛
-ولأن السيد أخنوش كان من الوزراء القلائل جدا الذين توجهوا تلقائياً وفي حينه صوب بؤر الإحتجاجات الإجتماعية ( الحسيمة، جرادة..) لمباشرة الإنصات والحوار مع الفعاليات المحلية بمسؤولية وشجاعة؛
-ولأن للبعض غايات ومآرب أخرى في إثارة هكذا قضايا، منها على سبيل المثال لا الحصر تسوية حسابات حزبية داخلية من خلال ، مثلاً، إقحام رئاسة الحكومة في متاهات ظاهرها الإنشغال بالإنسجام الحكومي و باطنها ضغينة ونية إرباك تحالف لا يراد له الإستمرار؛باعتبار هذا كله ومن أجله تتم إدانة الوزير عزيز أخنوش بسبب لجوئه للبروبكندا في مسقط رأسه و نحكم عليه غيابياً بالإقامة الجبرية بعيداً عن سوس وعن أهلها!.