قال القس الأمريكي الناشط في مجال الحقوق المدنية والسياسية، جيسي جاكسون، الجمعة 16 مارس بالداخلة، إن المغرب يعد “منارة” في القارة الإفريقية لتعزيز قيم التعاون والتضامن، والتي يتعين على بلدان القارة اتباعها لتقوية التعاون جنوب-جنوب.
وأوضح القس جاكسون، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى كرانس مونتانا، التي تميزت بالرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في أشغال هذه الدورة، والتي حضرها، على الخصوص، رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني وعدد من أعضاء الحكومة وشخصيات إفريقية ودولية مرموقة، أن المغرب هو ثاني أكبر مستثمر إفريقي في القارة، وسادس أكبر مستثمر إفريقي في العالم باستثمارات إجمالية قدرها 4.5 مليار دولار.
وأضاف أن 62،9 في المائة من إجمالي الاستثمارات المغربية في الخارج هي موجهة لبلدان إفريقيا جنوب الصحراء وخاصة بلدان غرب إفريقيا، حيث المغرب هو أول مستثمر إفريقي بها.
وأبرز أن للمغرب تاريخا عريقا في تكوين الأجيال الإفريقية الصاعدة، حيث يستقبل كل سنة أكثر من سبعة آلاف طالب ينحدر معظمهم من إفريقيا جنوب الصحراء، علاوة على التكوين المهني الذي يستفيد منه المئات من الطلبة الأفارقة في المجالات ذات الأولوية في مجال التنمية البشرية المستدامة.
وبخصوص منتدى كرانس مونتانا، أكد القس جاكسون أن هذ المنتدى يساهم في تنمية القارة الإفريقية بمناقشة عدة مواضيع تهم، بالخصوص، تحسين ظروف عيش الشعوب وخاصة الفئات المهمشة، كما يساهم في تحقيق التقارب ومد جسور التواصل بين الشعوب.
وأشاد باختيار موضوع إفريقيا والتعاون جنوب-جنوب كمحور أساسي لهذه الدورة، معتبرا أن حلول المفارقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي توجد بين الشمال والجنوب “ستنبثق من الجنوب” ومنتدى كرانس مونتانا يعتبر خطوة مهمة في تحقيق هذا الطموح.
وباستقبالها لهذا الحدث الدولي، الذي يستمر إلى غاية 20 مارس الجاري، تعزز مدينة الداخلة جاذبيتها كوجهة متميزة لاحتضان أكبر التظاهرات الدولية، مكرسة بذلك الإشعاع الدولي لجوهرة الجنوب.
وينقسم برنامج هذه التظاهرة إلى جزأين، الأول ينظم بمركز الندوات بجوهرة الجنوب من 15 إلى 17 مارس الجاري، والجزء الثاني سينظم على متن الباخرة “رابسودي” التي ستنطلق من الداخلة نحو الدار البيضاء من 18 إلى 20 مارس الحالي.
وتشكل هذه الدورة مناسبة لتبادل الآراء والأفكار بين مسؤولين حكوميين من مستوى عال وممثلين عن عالم الأعمال والاقتصاد، حول عدد من المحاور الرئيسية، من بينها، على الخصوص، “الأمن الغذائي والفلاحة المستدامة” و”اقتصاد المحيطات وقطاع الصيد البحري” و”الطاقات المتجددة والثورة الإفريقية الخضراء”، و”إفريقيا .. محطة رئيسية لطريق الحرير”.
كما سيناقش المشاركون “التعاون الإقليمي في مجال الصحة العمومية” و”التدبير الحضري الشامل .. التحدي الجديد لإفريقيا”.
وستناقش الدورة، أيضا، قضايا النساء والشباب، في إطار جلسات اسثتنائية لمنتدى النساء الإفريقيات، ورواد المستقبل الجدد الذي يحتفي هذه السنة، كذلك، بالفاعلين الرئيسيين في النهضة الإفريقية.
وستتميز أشغال هذه الدورة، أيضا، بتسليم جائزة منتدى كرانس مونتانا 2018 لإفريقيا والتعاون جنوب-جنوب لمصطفى سيسي لو، رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، اعترافا بعمله “من أجل الاندماج والحرية وازدهار شعوبها” ومن أجل “جهوده المبذولة لتكريس حرية تنقل الأشخاص والسلع في فضاء المجموعة وفي المنطقة بكاملها”.
ويعد منتدى (كرانس مونتانا)، الذي يتواجد مقره بجنيف، منظمة دولية تعمل على “تشجيع التعاون الدولي والنمو الشامل وتعزيز مستوى أرفع من الاستقرار والإنصاف والأمن”.