انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن القارة الإفريقية
وتهدف هذه التظاهرة الثقافية المنظمة حول موضوع “صورة إفريقيا في الإبداع الأدبي النسائي الإفريقي”، إلى إبراز الأدوار التي تلعبها القيادات النسائية الجديدة في إفريقيا والعالم في شتى المجالات وتعزيز فرص التواصل والتعاون بين النخب النسائية بما يمكنها من المساهمة الفاعلة في فتح آفاق رحبة وواعدة أمام الشعوب الإفريقية.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز وزير الثقافة والاتصال، محمد الاعرج، أن هذه التظاهرة تعزز دور الاقاليم الجنوبية للمملكة كصلة وصل بين المغرب وعمقه الافريقي، مشيدا باطلاق اسم أيقونة الابداع الأدبي الافريقي السينغالية اميناتا ساو فال على هذه الدورة.
ونوه السيد الأعرج بالاهداف الاستراتيجية للمنتدى التي تكمن في إشاعة قيمة الرأسمال البشري النسوي الافريقي على المستوى العالمي وخلق قاعدة للتبادل وتقاسم الكفاءات والمهارات الابداعية للنساء الافريقيات وما يترتب عن ذلك من شراكات ومبادرات.
وأشار إلى أن هذا المنتدى الدولي يجمع كل مقومات التموضع الواعي في صلب الانشغالات الجامعة لأبعاد التنمية في علاقتها بمقاربة النوع وبجهود التكتل القاري في عالم يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى التعاطي الافقي مع الاشكالات العابرة للحدود.
وأضاف الوزير أن أهمية هذا الملتقى تجسد مدى الانخراط الكبير لجماعة ترابية في مواضيع كبرى بهذا النوع من الامتدادات، مشيرا الى أن موضوع هذا المنتدى يستدعي انشغالا محوريا ومصيريا يتعلق بالابداع والقيادة النسائية في التجليات القارية، وانخراطا واسعا على المستويات الوطنية والقارية والاممية.
ومن جهته، قال رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، سيدي حمدي ولد الرشيد، “إننا اليوم مطالبين أكثر من أي وقت مضى، أن نؤسس لبرامج بناءة هدفها النهوض بالشأن الثقافي والارتقاء بالخبرات والتجارب ، حفاظا على تراثنا وحضارتنا من خلال العمل على بلورة الأفكار التي من شأنها خلق مقومات دبلوماسية ثقافية تواكب انفتاح بلدنا على مختلف ثقافات وحضارات العالم بما يساهم في تعزيز قيم السلم والتسامح بين المجتمعات والشعوب”.
وعبر ولد الرشيد بالمناسبة عن التزام مجلس الجهة لجعل هذه التظاهرة فرصة سانحة من أجل العناية بالموروث الثقافي المشترك وحمايته وتثمينه، مشيرا إلى أن قيم المغرب وحضارته تفرض المساهمة الفاعلة في فتح آفاق أرحب للقارة الافريقية في سبيل تحقيق أسباب الارتقاء وخاصة ما ورد في أجندة الاتحاد الافريقي.
وأضاف ولد الرشيد أن رؤية المجلس، تستلهم أسسها من المبادرات الملكية السامية، الهادفة الى الانفتاح على المحيط الافريقي لجعل هذه الاقاليم في صلب الفعل الثقافي الوطني والقاري، واطلاع الفعاليات النسائية المشاركة على أوجه الانشطة الثقافية والفنية التي دأبت الجهة على تنظيمها ، تأكيدا على العلاقة التكاملية والتفاعلية بين التراث والتنمية الثقافية.
وجدد ولد الرشيد حرص المجلس على تنفيذ التعليمات الملكية، من أجل جعل هذا الجزء من المملكة محورا للتواصل مع افريقيا، لتعزيز التعاون والتآزر من خلال تكثيف الملتقيات والتظاهرات التي تجمع خيرة الوجوه النسائية الافريقية المبدعة، تجسيدا للخيارات الدبلوماسية والاستراتيجية للمملكة المغربية، ودعما لمكانة القارة الافريقية ضمن خارطة الثقافة العالمية.
ومن جانبها، أبرزت مديرة المنتدى السيد فاطمة الغالية الليلي، أن تنظيم هذا المنتدى ينبع من الرغبة في الاعتراف بالأدوار الجديدة التي أمست تلعبها القيادات النسائية في افريقيا والعالم في شتى المجالات، وهي أدوار أصبحت تتعاظم بحسب المتغيرات والتحديات الكبرى التي تعيش المجتمعات افريقية تحت وطأتها، مبرزة أهمية تعزيز كل فرص التواصل والتعاون بين النخب النسائية بما يمكنها من المساهمة الفاعلة في فتح آفاق واعدة يتطلع إليها كل إفريقي وافريقية.
وأضافت السيدة الليلي أن الدورة الاولى لهذا المنتدى تهدف بالاساس إلى تأسيس موعد دولي سنوي بمواضيع محددة منطلقها أحد الوجوه النسائية الافريقية البارزة في شتى المجالات، وخلق أرضية لتقوية مبادرات الجهوية والإقليمية، وتعزيز التعاون بين مختلف الفعاليات النسائية الافريقية، وفتح فرص الشراكة أمام مشاريع نموذجية في مجالات ذات صلة بتمكين المرأة الافريقية، وكذا تعزيز حضورها الفاعل في المجتمع، وإشراك المجتمع المدني المحلي والجهوي وضمان استفادته من تبادل الخبرات والتجارب.
وفي كلمة باسم النساء المشاركات في هذه التظاهرة الثقافية، أشادت الأديبة السينغالية اميناتا ساو فال، بتنظيم هذا المنتدى في مدينة العيون للاحتفال بإبداع المرأة الأفريقية في مختلف المجالات، مؤكدة على مساهمتها الفعالة في تنمية القارة.
وقالت السيدة فال “لقد شاركت في العديد من المنتديات والمؤتمرات حول العالم، ولكن هذه هي المرة الأولى التي أحس فيها بالكثير من الحماس والكرم والأخوة، وأرى التعبئة حول هذا الحدث الكبير الذي يوفر فضاء للتبادل، والمشاركة والاكتشافات”.
وأكدت بالمناسبة على دور الأدب باعتباره “فضاء لاجتماع كافة شرائح المجتمع، من خلال أحلامهم وآمالهم وخيالهم الإبداعي وكل ما يلامس أعماق الإنسان نفسه”.
وتشارك في هذه التظاهرة إلى جانب ضيفة الشرف الأديبة السنغالية اميناتا ساو فال، شخصيات نسائية افريقية من مختلف مجالات الابداع الادبي ( الرواية ، الشعر…)، تضم فاتو كييتا ( الكوديفوار )، وياواندي اوموطوسو، (جنوب افريقيا )، و امينة الرميلي (تونس)، وسلوى بكار (مصر) وفطومة كييتا (مالي)، و كي – زربي كان ( السينغال) ، و مونيك البودو (بوركينافاسو)، و كوميالو اناتي ( طوغو)، وغيزيات ريكاردو بولينا ( الموزمبيق) ، و اداوبي اتريكا انووباني ( نيجيريا) ، و آن صافي ( السودان) ، الى جانب المغربيات زهرة رميج وحليمة الزين العابدين وربيعة ريحان ، وخديجة بابا، و سعاد ماء العينين.
وقد عرف حفل افتتاح هذا المنتدى تكريم الكاتبة السينغالية المرموقة أميناتا ساو فال، والتي تمثل نموذجا حيا للكاتبة والمبدعة الإفريقية التي استطاعت نسج مسار أدبي مشرف، وافتتاح معرض الصور التعريفية للروائيات المشاركات، وتقديم شريط وثائقي تعريفي لمسار الروائيات المشاركات، الى جانب ازاحة الستار عن تذكار الملتقى، نداءات الروائيات لافريقيا الام.
ويتضمن برنامج هذا المنتدى تنظيم ثلاث ندوات تتمحور حول “الابداع الأدبي النسائي الافريقي : الرهانات والتحديات”، و “صورة المرأة في الرواية النسائية الافريقية” ، و”الاسس الثقافية للابداع الأدبي النسائي الافريقي”، إلى جانب دروس نموذجية حول تقنيات الكتابة السردية، لفائدة الشباب المبدع بالجهة، و جلسات لتقديم تجارب الروائيات المشاركات.